بالفيديو والصور- "القتيل ملوش دية".. "التحطيب" لعبة بدأها الفراعنة وورثها أبناء الصعيد

يتنافس 33 لاعبًا و7 فرق من محافظات الصعيد في المهرجان القومي للتحطيب المقام بقرية حسن فتحي بالأقصر، ويتبارز المتنافسون بالعصا ليتفاخر الفائز وسط حلبة التحطيب التي يحيط بها الرجال والنساء.
ولعبة التحطيب، هي رياضة قتالية عرف بها أهل الصعيد الذين ورثوها عن المصريين القدماء منذ آلاف السنين، ووجدوا نقوشها على جدران المعابد الأثرية في الأقصر والمنيا.
وتحرص عائلات الصعيد على إقامة فقرات للعبة التحطيب في المناسبات، كحفلات الزفاف والطهور والموالد الصوفية باعتبارها رمزًا للشموخ والعزة.
والتحطيب له قواعده التي يحفظها المتنافسون عن ظهر قلب فبعد قراءة الفاتحة، يتبادل المتبارزون السلام بالعصا، يليه رش العصا، وهي حركة فرد العصا حول الجسم لحمايته، كما أن من يقتل في حلقة التحطيب ليس لعائلته أن تطلب دية أو تأخذ بالثأر له.
ولكل مجموعة تمارس رياضة التحطيب شيخ خبير باللعبة وخباياها يسترشدون بنصائحه ويتعرفون منه على نقاط القوة والضعف في اللعبة.
صابر محي الدين أحد شيوخ التحطيب، الذي جاء من قرية جزيرة شندويل في محافظة سوهاج إلى الأقصر خصيصًا للمشاركة في مهرجان التحطيب يقول: "العصاية جزء مننا ودي لعبة الرجال ونشعر بالفخر والزهو في حلبة التحطيب".
يضيف محي الدين: "أنا بسافر كل المحافظات علشان ألعب العصايا وبلبي أي دعوة لممارسة اللعبة" مضيفا، : "اللعبة ليها قواعد من أهمها إن من يقتل في حلبة التحطيب ليس له دية".
وعن كيفية معرفة الفائز في اللعبة يشير محي الدين إلى أن اللاعب يحرص على تسديد ضربة بالعصا في رأس خصمه فالضربة الواحدة تحتسب بثلاث نقاط بشرط أن تسدد بيد واحدة دون أن يستطيع المنافس صدها أو تفاديها وبعد حساب مجموع النقاط يعلن الفائز.
أقدم النقوش التي روت تاريخ رياضة التحطيب تعود لعصر الملك حورس الثاني في الأسرة الخامسة، حيث صورت النقوش الجنود وهم يتدربون على القتال بالمبارزة بالعصا، واستمرت رياضة التحطيب بمفهومها القتالي، حيث روت جدران معابد الكرنك ومقابر وادي الملوك تاريخ هذه اللعبة حتى عهد الأسرة ال19، حتى تحولت رياضة التحطيب إلى لعبة شعبية يمارسها الرجال شبابًا وشيوخًا في الصعيد كجزء من تراثه الأصيل والذي وثقته "اليونسكو".
وافتتحت الفنانة الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة ومحمد عبدالقادر نائب محافظ الأقصر، أول أمس الخميس، فعاليات الدورة الحادية عشرة من المهرجان القومي للتحطيب الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة للمرة الأولى بقرية القرنة الجديدة بعد افتتاح المرحلة الأولى من إعادة إحيائها، وذلك بحضور الفنان أحمد الشافعي رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية ورئيس المهرجان ومخرج حفل الافتتاح.
يذكر أن المهرجان القومي للتحطيب يعد الأشهر في محافظة الأقصر وتوقف خلال العام الماضي بسبب جائحة كورونا.