انطلقت من ساحة معبد الأقصر الفرعونى، اليوم الخميس، فعاليات المهرجان القومى للتحطيب فى دورته السادسة، برعاية الدكتور صابر عرب وزير الثقافة المصرى، وبحضور اللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر. وتستضيف مدينة الأقصر المهرجان، اعتبارا من اليوم ولمدة ثلاثة أيام بمشاركة 39 لاعبا يمثلون أربع محافظات مصرية، هى الأقصر وقنا وسوهاج والمنيا. وشهد حفل افتتاح المهرجان عروضا فنية لفرقة الأقصر للفنون الشعبية، ومن المنتظر أن يشارك وزير الثقافة فى حفل الختامن وتوزيع الجوائز على الفائزين، وذلك مساء بعد غد السبت. يذكر أنه على مدار تاريخها الممتد لآلاف السنين عرفت مدينة الأقصر وبقية مدن وقرى صعيد مصر، أنواعا عديدة من الألعاب الشعبية التى تختلف من حيث الشكل والمضمون وطريقة الأداء وتمارس من قبل الكبار والصغار على حد سواء، وأهم هذه الألعاب هى لعبة أو رقصة العصا أو التحطيب وهى لعبة تنتمى إلى الفنون القتالية تحولت إلى فن استعراضى فى الأعوام الماضية وأصبحت تقام لها مهرجانات خاصة تجمع عشرات اللاعبين المحترفين من جميع المحافظات بوجود محكمين أو شيوخ اللعبة، وهذه اللعبة مستمدة من الأصول الفرعونية القديمة. وقام الفراعنة بتصوير هذه اللعبة على جدران معابدهم وكانوا يهتمون بتعليمها للجنود، وفى عصر الفراعنة كانت عصا التحطيب تصنع من نبات البردى المعجون الذى لا يؤذى المنافس، وقد وجدت لها نقوش على جدران معابد الأقصر. وترتبط رقصة العصا أو لعبة التحطيب بصورة وثيقة برياضة الفروسية على وجه التحديد، إذ تقوم على التقاء فارس بفارس آخر. ويحتاج الراقص أو لاعب العصا إلى قوة الرد وسرعة المبادرة ويدير"العوال" حلقة الرقص بالعصا التى تجمع بداخلها المكر والمغامرة والعزة والخداع والبطولة فى آن واحد. ورغم أن التحطيب تعد رقصة تروح عن النفس وتبهج الروح، إلا أنها تؤدى إلى الموت أيضا وتتطلب حرصا ويقظة من جانب المتنافسين. وتعتبر موالد الأولياء والأقطاب الصوفيين بالأقصر، مكانا رائجا لهذه اللعبة.
