"القمر الهادئ وحلاوتهم".. ملكات غير معروفات حكمن مصر

"حكمن وأبهرن العالم بقوتهن"، هكذا نجحت بعض الملكات الفرعونيات قبل آلاف السنين، في إثبات أن المرأة قادرة على أن تصبح ندا قويا للملوك الرجال في القيادة.
والكثير منا لا يعرف هوية الملكات التي حكمن مصر أو حتى أسمائهن، فالأغلبية يسمع عن الملكة حتشبسوت أو نفرتيتي، لذلك في هذا التقرير يكشف "مصراوي" عن أبرز الملكات غير المعروفات، واللائي حكمن مصر، وفقا لما ذكرته دكتور سحر محمد عبد الرحمن إبراهيم، مدير مكتبة المتحف القومي للحضارة، ومدير مخزن آثار الأحجار الصغيرة بذات المتحف.
في البداية.. كيف تولت الملكات الحكم؟
تقول "سحر": "لم تتولى الملكات الحكم عنوة في الفترات الأولى من تاريخ المصري القديم، خاصة في عصور الدولة القديمة أو الوسطى، بل إن ما حدث أن الملكة تكون ابنة الملك الحاكم لكنه لم ينجب ذكورا "ولي عهد"، وبالتالي ينتقل الحكم للملكة الابنة، مثل خنتكاوس في الأسرة الرابعة، ونيت إقرت في الأسرة السادسة، وسبك نفرو في الأسرة الثانية عشر".
ملكات غير معروفات حكمن مصر
البداية مع سبك نفرو
وانتقلت مدير مكتبة المتحف القومي للحضارة للحديث عن الملكات قائلة، في تصريحات خاصة لمصراوي: "الملكة سبك نفرو في المملكة الوسطى التي تنتمي للأسرة الثانية عشرة من الملوك التي حكمن مصر، بناء على لقى أو آثار، ومعنى اسمها جميلات المعبود سبك "معبود التمساح في الفيوم".
وتضيف مدير مخزن آثار الأحجار الصغيرة بالمتحف القومي: "سبك نفرو كانت متزوجة من الملك أمنمحات الثالث وحكم زوجها لفترة قصيرة ثم تولت هي حكم البلاد، ووجدوا لقى أثرية خاصة بها في قصر المتاهة واسمها كان مدونا على الأحجار، ما يعني أنها عدلت وشاركت وساهمت في بعض المباني بمعبد قصر المتاهة".
سبك نفرو، كانت أول ملكة في التاريخ الفرعوني تحصل على الألقاب الملكية الخمسة، والملقبة ب"سيدة كل النساء"، فلقبت بلقب "حور: مريت رع" (أي حبيبة رع)، و"نبتي: سات سخم نبت تاوى" (أي بنت القوى سيدة الأرضين)، و"حور نبو: جدت خعو" (أي مثبتة التيجان)، و"نسو بيتي: كا سوبك رع" (أي قرين المعبود سبك - رع)، وأخيراً لقبت ب"سا رع : نفرو سوبك شديتي" (وهو الاسم الشخصي ومعناه جمال المعبود سوبك).
ويعتقد كثير من المتخصصين أنها صاحبة الهرم غير المكتمل والمشيد من الطوب اللبن في شمال قرية مزغونة بمنطقة دهشور الأثرية، جنوبي محافظة الجيزة.
أعح حتب الأولى
معنى الاسم "القمر المستقبل الهادئ"،، كما تقول دكتور سحر محمد، وكانت سببا في تحرير مصر من الهكسوس، حيث قامت بتشجيع زوجها وأولادها على خوض الحرب، وهي زوجة الملك سقنن رع الثاني، والذي قاد الحرب في البداية ضد الهكسوس، ووالدة كاموس وأحمس.
وتضيف: "كانت ملكة لن لم تتولى مقاليد الحكم بطريقة مباشرة، لكن دورها كان بارزا في تشجيع زوجها لذي قتل على يد الهكسوس ثم الابن الأكبر كاموس الذي لحق بأبيه، لتصر أعح حتب على مواصلة مساعي الاستقلال وتشجع أحمس على استكمال الحرب حتى انتصر على الهكسوس، ما يعني أنها كانت "أم البطل"، وكان أحمس دائما ما يذكر والدته بأنها سيدة الأرضين "الشمال والجنوب".
أحمس نفرتاري
معنى الاسم "حلاوتهم بنت القمر"، هي ابنة أعح حتب الأولى، وأخت أحمس، وكانت قوية كوالدتها، وتزوجت من الملك أحمس، ودعمته بقوة في حكم مصر لمدة 21 سنة، وأنجبوا أمنحتب الأول، وكان الشعب يحبها جدا نظرا لمساندتها زوجها الذي حرر البلاد من الهكسوس وأسس نظاما اقتصاديا قويا، وكان المصريون متأثرين بذكراها وكانت قدوة للسيدات المصريات، وفقا لما ذكرته دكتور سحر.
الملكة تي
هي زوجة الملك أمنحتب الثالث، وأنجبت "أمنحتب الرابع"، الملقب بإخناتون، وكانت شخصيتها بارزة في الحياة الملكية، وساندت زوجها وابنها في أمور المملكة وكانت نائبة عن الملك فى الاحتفالات، ولعبت دورًا رئيسيًا في تنصيب ابنها إخناتون، على عرش مصر، كما عاصرت عهد ابنها الملك أمنحتب الرابع ولعبت دورًا مهمًا أيضًا في فترة حكمه، وفي توجيهه بالحياة السياسية.