ليس "بيج رامي" وحده.. "القرنقوطي" يتحدى الظروف ليحصد مستر أولمبيا (حوار)

دوت صرخة انتصار من باسم القرنقوطي لاعب منتخب مصر للقوة البدنية عقب فوزه بالميدالية الذهبية في بطولة مستر أولمبيا للمحترفين المقامة في ولاية فلوريدا خلال منافسات وزن 100 كجم عقب تغلبه على منافسيه من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ليقف على منصة التتويج واضعا مصر في المقدمة كما اعتاد خلال مسيرته الطويلة التي تمتد منذ عام 2000.
وحاور مصراوي البطل المخضرم في عالم القوة البدنية للحديث عن الإنجاز الرياضي المهم، مدى صعوبة المنافسة خلال البطولة وكيف استعد لتلك التجربة منذ فترة طويلة وإحساسه تجاه اقتناص الذهب في نهاية المطاف بعد كثير من التحديات والتعامل بهدوء وحكمة مع الظروف الصعبة وما جرى خلال فترة الاعتزال والعودة إلى المشهد مرة ثانية.
كما يستعيد القرنقوطي مع مصراوي خطواته الأولى في مجال الرياضة، المسارات المتعددة داخل الأندية المصرية، انضمامه إلى المنتخب القومي، اكتساحه للبطولات في المحافل المحلية والقارية والدولية، تعثر التجربة لفترة ثم انتقاله من مصر إلى أمريكا ومحاولة إيجاد فرصة للاستمرار في اللعبة، التكيف مع الغربة ومحاولاته لتحطيم الأرقام القياسية وسعيه الدائم إلى التفوق ودور العائلة في مساندته.
يعيش القرنقوطي في أمريكا منذ سنوات عديدة، لكن عند تلقيه طلب من المنتخب المصري للقوة البدنية يُلبي النداء "مقدرش أتأخر على بلدي، لما بيكلمني عشان أي بطولة بشارك فيها وبيكون طموحي على طول هو الدهب" حيث تواجد البطل المخضرم في مستر أولمبيا رفقة البعثة المصرية التي 3 لاعبين وهم القرنقوطي بجانب اللاعب إسلام عبدالمعين الذي حصد الميدالية الفضية في وزنه واللاعبة أماني ربيع التي فازت بالميدالية الذهبية سيدات.
في المنافسات الأخيرة بدا واضحا أن القرنقوطي لن يُفلت اللقب الكبير "عشان كدا جهزت نفسي كويس للبطولة والنهائيات" كان يذهب إلى عمله من الصباح الباكر حتى السادسة مساء "ثم أروح على الجيم اتمرين من 3 إلى 5 ساعات، بيكون إرهاق شديد وصعب جدا لكن الرياضة بالنسبالي إدمان مقدرش أستغنى عنها" ذلك الجهد الوفير ساهم في رفع 335 كج "إسكوات الأرجل" و260 كم "البنش الصدر" بمجموع 930 كجم ليفوز بذلك بلقب بطل أبطال مستر أولمبيا.
عندما حانت لحظة التتويج لم ينتبه القرنقوطي كثيرا للصخب من حوله، الهتافات وكلمات الإشادة والابتسامات الموزعة على وجوه الحضور والحديث المقتضب من المنافسين، كان عقله يسبح في الماضي القريب، عندما دلف إلى طريق الرياضة "بدأت سنة 2000، كنت بلعب في المنصورة، كمال أجسام ومصارعة في الأول، حققت بطولات كتيرة على مستوى الجمهورية" اكتشف القرنقوطي مكمن السعادة في هذا الطريق، أراد السير بداخله إلى النهاية والتطور مع كل خطوة جديدة.
خطوة كبيرة خاضها عند انتقاله إلى رياضة القوة البدنية في عام 2005 "لعبت باسم ستاد المنصورة وبعد سنة تقريبا بقيت لاعب في اتحاد الشرطة، أقوى نادي في الألعاب الفردية جوه مصر خلال الفترة دي" صال وجال البطل الهمام في البطولات المحلية والعالمية "بطل جمهورية 13 مرة، ولما لعبت دولي خدت أول إفريقيا ودهبية العرب" كما نجح في الفوز بالمركز الأول في كأس العالم للشباب والميدالية البرونزية في بطولة العالم للكبار.
بعد عام 2010 شهدت اللعبة تعثر في مصر، أصبحت أحلام القرنقوطي في مهب الريح، لم يرغب في الاستسلام، حصل على فرصة للسفر إلى أمريكا، كان لديه رغبة في البحث عن فرصة أكبر هناك "قولت أحاول أكمل مشواري في أمريكا مع البطولات" لكنه اصطدم بالأشواك المفروشة في طريق الغربة "مفيش دعم بسهولة لو البطل معندهوش شركة راعية، لازم الواحد يشتغل ويصرف على نفسه عشان يكمل تجربته كبطل".
كان من المؤلم أن يرى العديد من الأبطال يتركون الرياضة لعدم وجود موارد مادية وأماكن مخصصة لهم للتدريب "فيه أبطال كتير لما وصلوا هنا اعتزلوا، عندي أمثلة كتير في رياضات مختلفة، الموضوع مش سهل" منذ اللحظة الأولى أدرك القرنقوطي التحديات التي تقف حاجز بينه وطموحاته "قررت أشتغل وفي نفس الوقت أكمل بطولات، خدت 15 بطولة من وقتها، وحققت أرقام قياسية في اللعبة" تصدر المشهد في منافسات وزنه "فزت ببطولة أحمد علي كلاسيك في مصر سنة 2020، وبطولة أرنولد العالمية".
كاد القرنقوطي في الفترة السابقة أن يترك اللعبة بصورة نهائية، أعلن في محيطه التوقف عن المشاركة في البطولات، قرر التقاط الأنفاس والابتعاد عن التدريبات الشاقة، لكن قبل نحو 6 أشهر عاد من جديد إلى مساره الطبيعي، انغمس في التمرينات بكامل طاقته "والحقيقة إنها كانت فترة ضغوط كبيرة لكن أسرتي كانت بتدعمني دايمًا" حتى صار جاهزا لبطولة مستر أولمبيا ويحقق المفاجأة السارة للجميع ويحصل على الميدالية الذهبية لمصر بالتزامن مع حصول اللاعب الكبير بيج رامي على مستر أوليمبيا في منافسات كمال الأجسام.