قالت وكالة بلومبرج للأنباء اليوم الخميس إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى إلى استغلال العزلة الدولية لرئيس بيلاروس الكسندر لوكاشينكو، للضغط عليه حتى يقبل تعميق العلاقات الثنائية، في الوقت الذي بدأت فيه الدولتان مناورات عسكرية مشتركة. ونقلت الوكالة عن بوتين قوله لنظيره البيلاروسي في بداية قمة رئاسية بالكرملين اليوم الخميس: "من المهم في حقبة ما بعد وباء كورونا العثور على مصادر إضافية للفعالية الاقتصادية، من أجل تعزيز التنافسية... نحن على المسار الصحيح". وأعرب الزعيمان اليوم عن أملهما في تسوية باقي القضايا التي تعيق توثيق العلاقات الاقتصادية والسياسية بين بلديهما، في إطار ما يعرف باسم "دولة اتحادية" بين الحليفتين السوفيتيتين السابقتين. وأشار لوكاشينكو إلى اتفاقات بين البلدين تغطي أكثر من عشرين مجالا، يمكن الانتهاء منها بنهاية الشهر المقبل، مضيفا أن هذا "سيكون تقدما كبيرا". وبدأت المفاوضات بين البلدين بشأن هذه الاتفاقيات قبل ثلاث سنوات، ولكنها توقفت بسبب رفض بيلاروس تنفيذ اتفاقيات أخرى قائمة، بشروط الكرملين، تتعلق بتوحيد العملة، وآليات مشتركة أخرى. ويطلب لوكاشينكو الآن مزيدا من الدعم المالي من موسكو، في خضم العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على بلاده، بسبب قمع احتجاجات المعارضة في بيلاروس في أعقاب الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل، والتي شهدتها البلاد في أغسطس من عام 2020. وهذه هي الزيارة السادسة التي يقوم بها لوكاشينكو لنظيره الروسي منذ ذلك الحين. وأشارت بلومبرج إلى أن روسيا تقوم بتعزيز وجودها العسكري في بيلاروس من خلال نشر المقاتلات "سو-30 إس إم" لتنفيذ دوريات مشتركة في المجال الجوي على حدود البلدين. كما بدأت قوات الصواريخ المضادة للطائرات دوريات مشتركة اليوم الخميس على طول الحدود الغربية لبيلاروس، المتاخمة لحدود حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بحسب ما ذكرته وزارة الدفاع البيلاروسية في مينسك. وقالت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية إن البلدين بدأتا اليوم الخميس إجراء مناورات عسكرية مشتركة تحت اسم "زاباد-2021". وأوضحت الوكالة أنه يشارك في المناورات التي تجرى في روسيا وبيلاروس حوالي 200 ألف من القوات، ومئات الطائرات، والعربات المدرعة، والسفن الحربية.