تصوير- محمد حسام الدين: قبل ثلاثة أشهر، كان الخوف يتملك بهاء الدين مجدي وهبة الله عادل، خشي الزوجان أن يلقى مشروعهما الجديد مصير المطعم الذي حال تفشي "كورونا" بين افتتاحه، دارت في رأسهما كل الاحتمالات "الناس هتتقبل فكرة تاكسي الحيوانات.. هنقدر نكمل ولا لا؟"، لكن مع أول رحلة، زاد أمل بهاء وهبة بشأن نجاح مشروعهما "أليف باكسي" لتوصيل الحيوانات الأليفة. تعشق هبة الحيوانات ونقلت إلى زوجها تلك المحبة، إلا أنها لم تتخيل يومًا أن تشاركه مشروعًا يتعلق بها "بهاء شغله متعلق بالسياحة وقعد 16 سنة مدير فندق"، لكن الأمور كلها دفعت نحو المشروع الجديد؛ قبل 8 أشهر اضطرت ظروف "كورونا" الزوجين للعودة إلى مصر بعد أعوام مديدة لهما في الخارج "أنا مولودة في الكويت ونزلت مصر فترة الجامعة ورجعت تاني"، أما بهاء فكان عمله مستقرًا في البلد الخليجي حتى قررا الرجوع. "أول حاجة فكرنا فيها كانت مطعم وفعلاً مشينا في الموضوع"، لكن ظروف حظر التجوال بسبب "كورونا" الذي كان مفروضًا حينها انذرهما بفشل المشروع فتراجعا عنه. لم تدم فترة إحباط الزوجين طويلاً؛ ذات يوم أخبر بهاء زوجته "مدام بتحبي الحيوانات ومش متاح لنا فرصة لتربية حيوان ليه ما نستخدمش الحب ده في مشروع خدمة توصيل زي اللي موجودة بره". رحبت هبة بالفكرة، سبق أن عرضت كلبين ربتهما في الكويت للتبني بسبب ظروف السفر إلى مصر، ومن قبل ذلك هما على علم بالصعوبة التي يتعرض لها صاحب حيوان أليف "ماكنش عندنا عربية فكنا بنعاني يا نشوف حد من صحابنا يقعد مع الكلاب لأن من بين 20 سواق مثلاً واحد يرضى أننا نركب الكلب بتاعنا". لم يتردد الزوجان كثيرًا، وضعا اسمًا لمشروعهما "بدل تاكسي خليناه أليف باكسي"، ثم راحوا يعلنا على صفحات محبي الحيوانات التي تعد هبة مشتركًا معتادًا فيها "حبينا نختبر رد الفعل قبل ما نحط أي خطة لأننا مكناش واثقين أن الناس تقبل الفكرة"، إلا أن سرعان ما استقبل الزوجان عبر الهاتف طلبات للتوصيل خلال الأسبوع الأول من الإعلان. وضع الزوجان التفاصيل الخاصة برحلات التوصيل "بننقل كل الحيوانات الأليفة بشرط ماتبقاش عنيفة والأولوية للحيوان اللي معهوش صاحبه"، رأى هبة وبهاء في مشروعهما رغبة في التيسير على من لا يتاح لهم الوقت ل"فسحة" حيوانهم الأليف أو الذهاب به للطبيب وتلقي التطعيمات اللازمة، وفي الوقت ذاته تشبع هبة حنينها لتربية الحيوانات التي حرمت منها منذ العودة إلى مصر. الكلاب القطط، القرود، الزواحف، أشبال الأسود وغيرها من الحيونات مرحب به في سيارة بهاء وهبة "قلنا الأليف عشان أحنا ضد فكرة أن الحيوان يكون في قفص"، لكن يوجد استثناءات بسيطة "لو تعبان مثلاً يكون في البوكس بتاعه ومع صاحبه"، خلاف ذلك يرفض الزوجان التوصيل. قبل الرحلة هناك إجراءات يفعلها الزوجان، بداية من التعرف على الحيوان "بنخليه ياخد علينا الأول قبل ما يركب العربية"، ويحتفظ أصحاب "أليف باكسي" بمستلزمات الطريق من مياه وطعام خاصة لو كان طويلاً "روحنا من حوالي 10 أيام دهب عشان نوصل كلب لصاحبته". يقبل الزوجان السفر لتوصيل الحيوانات قدر المستطاع، تقول هبة إنهما ذهبا أيضًا إلى الإسكندرية والمنصورة. كان السفر تحدي لمشروع الزوجين "صاحب الأليف بيخاف عليه ومش متعود يسيبه مع حد"، كانت المهمة الأولى لأصحاب "أليف باكسي" أن يحظا بثقة المتعاملين معهما، لذا لا تنسى هبة رد فعل صاحبة الكلبة "الأكيتا" حينما وصلوا بها إلى دهب "قالت أنا كنت حاطة إيدي على قلبي أول مرة اسيبها مع حد غريب"، وأنه لولا خدمة التوصيل ما استطاعت إحضار حيوانها الأليف دون أن تضطر للسفر بنفسها. بمرور الأيام، أضاف الزوجان مهمة أخرى لمشروعهما لكنها تطوعية "بقينا ننقذ الكلاب والقطط ونوديها ملجأ"، ينطلق بهاء وزوجته بسيارتهما بمجرد تلقيهما اتصال عن مكان كلب أو قط مشرد بالطريق. مع كل مرة ينقل فيها الزوجان حيوان جديد، تشعر هبة بالسعادة "بعرف عن أنواع جديدة وبفرح بتعليقات الناس اللي بيتعاملوا معانا"، تتعامل صاحبة الواحد والثلاثين ربيعًا مع الحيوانات "كأنها بتاعتنا"، يضيقها إن ازعجها أحدهم بينما ينقلاها، ويؤسفها تعليقات البعض التي استقبلاها على صفحتهم "ما تهتموا بالبني آدمين زي ما بتهتموا بالحيوانات"، لكنها لا تلتفت "أحنا بنحاول نساعد اللي عندهم حيوانات وبتحبها وده موجود عادي بره وأحنا بنحاول ننقله لمصر"، تجد هبة العزاء في صداقات تكتسبها وزوجها ممن يتبادلون معهم محبة الأليف. إلى الآن، لم تخرج رحلات "أليف باكسي" عن نقل الكلاب والقطط لكنهما يتطلعا للقاء المزيد من الحيوانات، بينما يسعى الزوجان لعمل تطبيق إلكتروني مثل الخاص بشركات النقل، فقط ينتظرا أن تحظى الخدمة بانتشار أكبر "عشان يبقى معانا ناس وعربيات أكتر نقدر نغطي أماكن ومحافظات مصر".