يعتاد البعض على تناول فنجان القهوة كل صباح حتى يتمكن من ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، إلا أن هناك أشخاص قد لا يشعرون بالاكتفاء نتيجة تناول فنجان واحد ويحتاجون للمزيد، فماذا يحدث للجسم عند تناول كمية كبيرة من الكافيين؟ يستعرض "الكونسلتو" في السطور التالية، أسباب عدم فعالية فنجان من القهوة وكيفية مواجهة تلك المشكلة، بحسب ما جاء في موقع "Live strong". كيف يؤثر الكافيين على يقظتك؟ تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي والنسكافية، تجعل عقلك في يقظة، لأنه يؤثر على مستقبلات الأدينوزين، الموجودة في عدة أماكن بالدماغ والتي تسهم في النعاس وزيادة القدرة على النوم، لكن الكافيين له تأثيرات فعالة ومضادة لتلك المستقبلات، مما يؤدي إلى اليقظة وزيادة مستويات الطاقة بالجسم عند تناول الكافيين، وفقاً للأكاديمية الأمريكية للنوم. وتناول المشروبات الغنية بالكافيين لعدة مرات في اليوم، يعمل على حجب 50% من تلك المستقبلات، وبالتالي زيادة الشعور بالانتباه والإدراك بشكل مفرط عن الطبيعي، وهذا ما أظهرته نتائج دراسة منشورة على "Journal of Nuclear Medicine" مجلة الطب النووي، نوفمبر 2012. لماذا لم يعد الكافيين مؤثراً؟ لكن مع تناول الكافيين كل صباح أو عدة مرات يوميًا، فإنه لا يتفاعل بشكل جيد مع مستقبلات الأدينوزين، وعلى العكس فإن الجسم والدماغ يبني تحملاً لكمية الكافيين التي تتناولها يوميًا، التي تساعد في تحسين التركيز، فإن آثار الكافيين ستكون قصيرة المدى حتى مع تناول كميات كبيرة وتصبح أقل فعالية في تحسين الذاكرة والطاقة. ولسوء الحظ، تناول الكافيين بانتظام يوميًا، يغلق مستقبلات الأدينوزين، وتجعل جزيئتا الأدينوزين، المسؤولة عن توليد طاقة الجسم بشكل طبيعي مرتبطة بالكافيين، لذا قد تنتابك أعراض مثل عدم اليقظة إلا بعد تناول الكافيين، ورغم ذلك مع زيادة كمية الكافيين المتناولة فإنك قد لا تشعر بنفس الأعراض في البداية من الاستفاقة واليقظة والانتباه. وتختلف قدرة الجسم على تحمل الكافيين والآثار الجانبية من شخص لآخر، وتلعب العوامل الوراثية وكميات الكافيين المتناولة يوميًا دوراً هاماً في القدرة على تحمل الكافيين ومدى ظهور الآثار الجانبية. اقرأ أيضًا: مفيد أم مضر؟.. إليك ما يحدث بجسمك عند التوقف المفاجئ عن تناول القهوة تجنب هذا الحل! يعتقد بعض الأشخاص عندما يحدث للجسم تحملاً للكافيين، فإنه يحتاج إلى المزيد، لكن وفقاً ل"مايوكلينك" فإنها تحذر من ارتفاع كميات الكافيين المتناولة يوميًا، وحددت النسبة ب400 ملليجرام من الكافيين، أي ما يعادل 4 أكواب، نتيجة لظهور آثار جانبية لزيادة الكافيين في الدم، كالتالي: -الصداع. -اضطرابات النوم والأرق. -التوتر والعصبية. -إدرار البول. -زيادة وسرعة نبضات القلب. الحل الأنسب يوصي الباحثون بأخذ استراحة من المشروبات الغنية بالكافيين، نظراً لأنها تجعل مستقبلات الأدينوزين تعود إلى مستوياتها الطبيعية، مما يجعل تحمل الجسم للكافيين أقل كما يزيد من تأثيره على الجسم. حتى الآن لم تجرى الكثير من الأبحاث حول العلاج الأمثل لتحمل الكافيين، لكن الباحثون تتبعوا 11 شخصاً يتمتعون بصحة جيدة، وفقًا للدراسة المنشورة في يناير عام 2019، على "PLOS One". وخلال الدراسة أعطى الباحثون للمشاركين 200 ملليجرام من الكافيين لمدة 20 يوماً، وأعطوا لجزء آخر مشروب كافيين وهمي لمقارنًة النتائج، ووجدوا أن الكافيين الوهمي حسن من أداء الأنشطة اليومية لمدة 15 يومًا، وحدث هذا لأن الباحثين تعمدوا ترك مستقبلات الأدينوزين ترتاح وتأخذ وقت للتتكيف وتعود إلى مستوياتها الطبيعية مرة أخرى. وخلصت الدراسات إلى التوصيات التالية: 1- راقب كميات الكافيين المتناول يوميًا، مع تقليل الكميات بشكل طفيف وتدريجي كل يوم. 2- تناول القهوة منزوعة الكافيين، أو بدائل الكافيين التي تعطي طاقة للجسم بشكل صحي. 3- في وقت لاحق من اليوم توقف عن تناول الكافيين، حتى يعتاد الجسم على كميات أقل من الكافيين وتنخفض فرص الإصابة بأعراض الانسحاب، التي تبدأ بعد 21 إلى 24 ساعة من التناول وتستمر من يومين إلى 9 أيام. 4- الاعتماد على نمط صحي وغذائي لزيادة مستويات الطاقة في الجسم، بديلاً عن الكافيين، مثل تناول أطعمة تحتوي على بروتين، استبدال القهوة بالعصائر الطازجة والسوائل لتنشيط الجسم.