جائحة "كورونا" علمتنا كتير، في بعض الناس استفادوا فعلاً، وغيروا وجهة نظرهم في حاجات كتير، وبقوا أحسن من الأول، وناس تانية للأسف ما استفادوش أي حاجة ومش بس كدا لأ، دول رجعوا أسوأ من الأول. كمان الأماكن زي النوادي والكافيهات رجعت تاني تفتح بعد أيام الحظر، بس بمفهوم جديد ودا لاحظته وأنا بنتظر صديقة لي في أحد الكافيهات، بس لاحظت كمان حاجة عجيبة جدًا...!!! مجموعة شباب أكبرهم ما يكملش 18 سنة دخلوا الكافيه، للوهلة الأولى ما قدرتش أفرق بين الولاد والبنات لا من لبسهم ولا من هيئتهم... قلت يمكن لما يخلعوا الكمامات أعرف أفرق...!، يا مثبت العقل... يا ترى إحنا وصلنا للدرجة دي..! عمومًا خمسة ستة مش هما كل شباب البلد دول قلة قليلة جدًا، وكمان الموضوع مش بالشكل... الشكل مش مهم...المهم العقل... الأدب... الأخلاق... عشان كدا من غير ما أشعر وبمنتهى البراءة ركزت معاهم، خاصة إنهم كانوا مش بعاد أوي وكمان كان صوتهم عالي وواضح. وفضلت بصه لهم من غير ما ينتبهوا إني متبعاهم، لحد ما اتنين منهم طلعوا المايوهات عشان ياخدوا رأي بعض في الألوان ... إللي فهمت منها إنهم أصحاب مسافرين يقضوا يومين مع بعض من غير أهلهم!!، وفي عز تركيزي معاهم وجدت: مسؤولة الطلبات: حضرتك تحبي تشربي إيه؟!!. أنا: فضلت مبحلقة فيهم لثواني، ومش مجمعة أرد عليها. مسؤولة الطلبات: يظهر حضرتك مستغربة منظر الشباب دول...هم بقي لهم أكثر من سنتين بيجوا يجمعوا هنا قبل ما يطلعوا على الساحل... وبيني وبينك دول ولاد أتقل ناس في البلد. أنا: انتبهت، ورديت: أتقل ناس في البلد... أتقل ناس في البلد يعني إيه؟!!. مسؤولة الطلبات: يعني شخصيات غنية جدًا... ولاد ناس أنا: الصراحة اتغظت جدًا، ورديت عليها بمنتهي القوة: وإحنا بقي ولاد مين في نظرك؟! مسؤولة الطلبات: آسفة يا مدام ما قصدتش... أنا أصلي من ولاد الناس الغلابة أوي هتصدقيني لو قلت لك إني خريجة ليسانس لغات شرقية من 10 سنين وحفيت على شغل لحد ما لقيت الشغلانة دي. أنا: أنت اسمك إيه؟... قالت: يمنى. أنا: شوفي يا يمني إحنا ولاد الناس إللي كبرتنا على إزاي نعرف الغلط والعيب والحرام، الناس الأصيلة إللي علمتنا نربي أولادنا على الاحترام والأدب قبل الدين... الناس إللي علمتنا إن أول سطر في بر الوالدين هو: "اجعل من يراك يدعو لمن رباك"، الناس إللي ما حرمتناش من حاجة، وفي نفس الوقت حافظت علينا من أكل الحرام... هما دول في نظري الناس الكبيرة بجد يمني: يا أستاذة الناس دي مرتاحة أوي وإحنا لسه بنصارع في الحياة ... أنا عندي 32 سنة، ولسه حتى ما فكرتش أرتبط!... إحنا يا أستاذة اللي بنمثل نسبة العنوسة في البلد. أنا: وإللي أنت شيفاهم دول يا يمنى غالبًا هم اللي بيمثلوا نسبة الطلاق في البلد... صدقيني الفلوس والعيشة الهاي مش هما دول الهدف من الحياة، صحيح الولاد دول ما اتحرموش فلوس بس اتحرموا من إللي أهم من الفلوس، اتحرموا من التربية، ربنا سبحانه وتعالي خلقنا مش علشان نجمع فلوس ونقعد في مناصب، ربنا خلقنا عشان نعمر الأرض بالإصلاح وبالصلاح وجعل الغني والفقر والخير والشر متلازمين بحكمة ولحكمة الاختبار والثواب، وإلا مكانش يبقي في جنة ونار. يمنى: كلامك صح والله يا مدام وأسفة طولت عليكِ... حضرتكِ تحبي تطلبي إيه؟ أنا -ضاحكة-: أحب أشرب أي حاجة بيطلبها أتقل ناس في البلد.