4 أمتار.. أرمانيوس يصنع فانوسًا ويضعه أمام مسجد قريته في المنيا

أصبح من النادر أن تمر مناسبة دينية على المجتمع المصري، دون أن يبرز على السطح عمل فردي يجسد الوحدة الوطنية، كما حدث هذا العام في قرية الحتاحتة في مركز سمالوط شمال محافظة المنيا، الحدث، حينما صنع الشاب أرمانيوس فانوس طوله 4 متر و30 سم، لمشاركة أهالي القرية فرحتهم بقدوم شهر رمضان.
أرمانيوس فوزي صاحب ال36 عامًا، صنع الفانوس الضخم على نفقته الخاصة، ووضعه أمام مسجد القرية مشاركة منه لجيرانه.
وقال "أرمانيوس" ل"مصراوي"، إنه أنجز الفانوس في غضون 6 أيام، بعدما طرأت له فكرة صناعته الجمعة الماضية، وعقب استشارة عدد من قيادات القرية من مسلمين وأقباط وترحيبهم بالفكرة، بدأت في إنجازها في أقل وقت حتى أنتهي منه قبل بداية شهر رمضان".
"قابلت حب من ناس كتير تستاهل إني أقابلهم بنفس الحب".. بهذه الكلمات أوضح "أرمانيوس" الدافع وراء صناعته للفانوس، وهو التعايش والعلاقة الطيبة التي تجمع بين مسلمي وأقباط القرية، والتي يعلمها الجميع داخل مركز سمالوط.
وأضاف "عقب الانتهاء من صناعة الفانوس بطول 4 أمتار و 30 سنتيمتر، جرى اختيار مسجد الحتاحتة الشرقي لوضع الفانوس أمامه، بسبب موقعه المتميز في مدخل القرية".
وأشار "أرمانيوس"، أنه سبق وشارك مجموعة من الشباب المسلمين داخل القرية خلال شهر رمضان الماضي، في جمع التبرعات، وشراء شنط مواد غذائية "شنط رمضان" وتوزيعها على فقراء القرية سرًا، موضحًا أن مشاركته كقبطي مع الشباب المسلمين كان يدفع الأقباط للمشاركة والتبرع.
وقال محمد أبو السعود أمين إعلام حزب مستقبل وطن في سمالوط، إن تلك المبادرة وغيرها من المبادرات التي شهدتها المنيا، خير دليل على كل من يروج أن المنيا محافظة الفتنة الطائفية، مؤكدًا أن ما يجرى على أرض الواقع يؤكد أنها محافظة محبة وسلامة، والمشكلات الطائفية التي قد تقع ما هي إلا وقائع فردية.