نجح فريق "فورمولا 1"، التابع لشركة مرسيدس، بالتعاون مع علماء وأكاديميين من جامعة لندن، في تطوير جهاز يساعد مرضى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على التنفس، لمواجهة النقص الشديد الذي تعانيه بعض الدول في أجهزة التنفس الصناعي مع تزايد انتشار وباء كورونا. وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، في تقرير لها اليوم الاثنين، إن فريق مرسيدس والأكاديميون، نجحوا في أقل من أسبوع في تطوير جهاز يساعد المرضى دون الحاجة إلى دخولهم إلى غرف العناية المركزة؛ لتلقي العلاج من أعراض كورونا. وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الفريق استغرق 4 أيام فقط لإنتاج أول جهاز، الذي يقوم بضخ الأوكسجين، إلى الرئتين دون الحاجة إلى الأجهزة التقليدية المستخدمة حاليًّا. وأجرى الفريق والعلماء، أول تجاربهم السريرية للجهاز الجديد، الذي من شأنه أن يساعد مرضى كورونا، داخل مستشفى شمال لندن. ويعمل الجهاز على ضخ الأوكسجين، من الفم والأنف، بشكل كبير إلى الرئتين، ما يقلل من الجهد الذي يبذله المريض في الاستنشاق. وصدقت هيئة مراقبة السلامة البريطانية، على الجهاز الجديد، مؤكدة أنه آمن للاستخدام الطبي، ودعت الفريق لاستكمال تجربتهم السريرية لإثبات فاعلية الجهاز في مساعدة المرضى، وسمحت لهم بإجراء التجارب في مستشفى جامعة لندن. وتقول "ديلي ميل" إن التقنية التي يعمل بها الجهاز الجديد، استخدمت بالفعل في إيطاليا التي تعاني نقص شديد في أجهزة التنفس الصناعي التقليدية، كما استخدمت نفس التقنية في الصين. وتقول شركة مرسيدس، إنها سلمت مستشفيات جامعة لندن وأخرى في العاصمة البريطانية، 40 جهازًا حتى الآن وأثبتوا فاعليتهم في مساعدة مرضى وباء كورونا على التنفس. وقال البروفيسور ميرفين سينجر، استشاري الرعاية الحرجة في جامعة كاليفورنيا، للصحيفة البريطانية، إن هذه الأجهزة، ستساعد في إنقاذ الأرواح. وأعرب عن آماله في أن يُحدث الجهاز الجديد فرقًا حقيقيًّا للمرضى في جميع أنحاء بريطانيا، وأن يقلل من الطلب على أطقم الرعاية الصحية، مع تفشي الوباء الجديد. ويضيف تيم بيكر، خبير الهندسة الميكانيكية، أنه يشعر بالسعادة بعد هذا الإنجاز في ظل الحاجة الماسة لأجهزة التنفس لإنقاذ مرضى كورونا، لافتًا إلى أنهم نجحوا في تقليل عملية إنتاج أجهزة التنفس الصناعي التقليدية، من سنوات إلى أيام قليلة. وتابع بيكر، الذي عمل ضمن الفريق لتطوير الجهاز الجديد، أنهم عملوا طوال ساعات اليوم باستخدام محاكاة الحاسوب، لتحسين الجهاز الجديد، مضيفًا أن الأجهزة التقليدية لم تكن مناسبة للمرضى المسنين والذين يعانون من أمراض مناعية أو تنفسية. وكانت بريطانيا، طلبت 10 آلاف جهاز تنفس صناعي، من تعاون بين شركات "فورد، إيرباص، رولز رويس" في إطار جهودها لمكافحة تفشي وباء كورونا، حسبما ذكرت وكالة "رويترز". وقال مايكل جوف، الوزير البارز في الحكومة البريطانية أمس الأحد، إن هيئة الصحة الوطنية البريطانية الممولة من الدولة لديها أكثر قليلا من 8 آلاف جهاز تنفس صناعي.
