متى ينحصر كورونا؟.. عيون العلماء على التجربة الصينية

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الضوء على المدة المحتملة لبقاء فيروس كورونا في الانتشار والتمدد، قبل السيطرة عليه والتوصل إلى لقاح مضاد للفيروس القاتل، الذي حصد أرواح أكثر من 7500 آلاف شخص حول العالم، بمختلف القارات.
وتوقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي للكشف عن مستجدات أزمة كورونا، أن ينتهي الوباء في يوليو أو أغسطس المقبلين، بناءا على تسؤال قد طرحه الرئيس الأمريكي، على إدارته حيث قال: "يتحدث الناس عن شهري يوليو وأغسطس".
وتقول الصحيفة الأمريكية، إن علماء وباحثين وأطباء يقولون إننا نطرح السؤال الخاطئ.
وتقول الدكتور سارة فورتشن، رئيسة قسم الأمراض المعدية، بجامعة هارفرد، إننا بحاجة لتغيير نوعية الأسئلة المطروحة بشأن الفيروس الجديد، من: كيف أن الأزمة غير ملائمة لي؟ إلى: من هم الأشخاص الأكثر معاناة وكيف يمكن أن نساعدهم؟ فكروا في الأمر على أنه خدمة مجتمعية.
العزل مزعج واللقاح في 2021
يقول مسؤولو الصحة العامة، للصحيفة الأمريكية، إن الحياة في ظل العزل التام والحجر المفروض في غالبية الدول، مزعج لكنها ربما تكون الطريقة الوحيدة لوقف ومنع الموت الجماعي وانتقال العدوى.
ويضيف المسؤولون أن لقاح الفيروس لن يكون جاهزًا للاستخدام العام على نطاق واسع لمدة عام إلى 18 شهرًا على الأقل، ما يعني أننا مضطرين للانتظار حتى 2021.
انطلقت التجارب الأولى للقاح أمس الاثنين، بالولايات المتحدة، ومن المقرر أن يسغرق بعض الوقت ليمر بكل مراحله للتأكد من جاهزية اللقاح وفاعليته مع الفيروس المتحور.
أشارت نيويورك تايمز إلى أنه "إذا كان العزل والإجراءات الاحترازية من شأنها إبطاء وتيرة العدوى، فإن التقديرات المتفائلة بين الخبراء بشأن إنحصار الفيروس، ربما يبدأ في الانحسار خلال شهرين، ما يعني أنه أقل من توقع ترامب بكثير".
وقالت علقت الدكتورة مورجان كاتز الأستاذ مساعد للأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، "سنشعر بأننا نخرج من تلك اللأزمة بحلول مايو المقبل، هذا توقعي."
عيون العلماء على التجربة الصينية
ولإجراء التنبؤات والتوقعات بشأن المدة المتوقعة لاستمرار انتشار الفيروس في الولايات المتحدة، تتجه أنظار الخبراء والعلماء إلى الصين، حيث ظهرت أول حالة مصابة بالفيروس الجديد، في منتصف ديسمبر الماضي، وأعلنت حربًا شاملةً ضد الفيروس. وإغلقت المدارس والمتاجر، في النهاية بقي الجميع في منازلهم.
بعد ما يقرب من شهرين من الإجراءات الاحترازية في الصين، بدأت الأمور تتغير شيئًا فشيء، وبدأت الإصابات في تناقص مستمر، وزار الرئيس الصيني، شي جين بينج، إقليم ووهان موطن الفيروس القاتل، وبدأت الحياة تعود ببطء إلى طبيعتها.
"سيستغرق الأمر شهرًا ونصف الشهر، مع حساب التصحيح اللوغاريتمي، بمجرد أن نبدأ في فعل ما نحتاجه،" هذا ما كشفه عالم الفيزياء يانير باريام، مؤسِّس ورئيس معهد "نيو إنجلد" للأنظمة المعقدة، وتوضح الصحيفة أن عالم الفيزياء استند في توقعه إلى استجابة الصين وتعاملها مع الأزمة.
ويرى معظم الخبراء الأمريكيون، ومن بينهم الدكتور باريام، أن الولايات المتحدة بدأت في الوقت المناسبة للتعامل مع الأزمة، على الرغم من أن المدن تعلق الدراسة وتغلق المطاعم، إلا أن التباعد الاجتماعي لا يزال توصية في أمريكا، وليس سياسة مفروضة، كما هو الحال في إيطاليا.
كيف سيصبح شكل كورونا في المستقبل؟
هناك تساؤل أخر، سؤال حول الكيفية التي سيكون عليها الفيروس الجديد، على المدى الطويل. فربما يكون موسميًا ، يتباطأ مع الطقس الدافئ.
وربما يتصرف مثل فيروس "زيكا" ذلك المرض الذي ينقله البعوض ويسبب تشوهات خلقية للمواليد الجدد، وفي 2016، دمر زيكا مجتمعات كاملة في أمريكا الجنوبية، وجنوب شرق آسيا، لكن خلال السنوات الثلاث الماضية، لم تسجَّل سوى بضع حالات مصابة بالمرض.
وربما يصبح مثل إنفلونزا الخنازير، التي ظهرت في 2009، وأصابت الملايين وقتلت 10 آلاف شخص على الأقل، لكنه سرعان ما أصبح جزء من دورة الإنفلونزا السنوية لدينا، بحسب توقع الدكتور أندرو بيكوسز، أستاذ علم الأحياء الدقيقة في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة.
وهناك توقع آخر، أشارت إليه الصحيفة الأمريكية، أن يصبح كورونا المتحور مثل الإنفلونزا الإسبانية التي ظهرت في 1918، التي يُعتقد أنها الأكثر دموية في تاريخ البشرية، وقتلت ما لا يقل عن 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم (ما يعادل 200 مليون اليوم) في ثلاث موجات لهذا المرض.
ويبدو أن العلماء لا يعرفون حقًا متى ينحسر الفيروس، أو الجدول الزمني لتفشي كورونا، لكن معظمهم يتفق على أن التجربتين الصينية والكورية الجنوبية، ناجحة وسيطروا على المرض شكب كبير وبإجراءات صارمة، داعين دول العالم أن يحذو حذوهم.
ويقول الدكتور باريام: "أظهرت لنا الصين كيف يبدو أنها قادرة على وقف انتشار الفيروس الجديد.. لقد أوقفوا ذلك، علينا أن نختار نفس اختيارهم".