عمره 80 عاما.. حكاية مسن تقدم للعمل كمدرس متطوع بالتعليم: نفسي يوافقوا

لم يصدق موظفو الإدارة التعليمية بمدنية قوص بمحافظة قنا، أنفسهم عندما استفسر فاروق طايع، عن المكان المخصص لتقديم الأوراق للعمل التطوعي بالتعليم. دون أن يهتم باستغرابهم، أخرج الرجل الذي يبلغ من العمر 80 عاما، شهادة مؤهله الجامعي لتقديمها للعمل كمدرس لغة عربية بمدرسة قريته "المقربية".
علامات الشيب، وعمر المتقدم المحال إلى المعاش منذ 20 عاما، كانت سببا في تردد أعضاء لجنة تلقي طلبات التطوع في قبوله أوراقه، قبل أن يقرروا أن يذهب أحدهم إلى مدير عام الإدارة التعليمة لاستشارته في هذا الأمر.
يقول فاروق طايع: "في أجيال من القرية كنت بديها دروس عربي خدمة لقريتي وحبًا في التدريس"، موضحا أنه كان يعمل موظفا في مصنع السكر، وحصل خلال عمله على ليسانس آداب قسم لغة عربية من جامعة أسيوط سنة 1981، لذلك يري أنه يمتلك المؤهل والخبرة، كما تشترط وزارة التربية والتعليم في إعلانها عن طلب مدرسين للعمل بالتطوع مدة 3 شهور.
يقول عربي أبو زيد، مدير إدارة قوص التعليمية: "كان عندي فضول إني أقابله وأشوف أيه سبب تقديمه في المسابقة"، ووجدته متمكنا من اللغة العربية ولديه رغبة كبيرة في التدريس رغم كبر سنه لخدمة أهل قريته، واستلمنا منه الورق كأي متقدم عادي لحين خضوعه للجنة القبول. وأكد أن باب التطوع مفتوح لمن يرغب في التقديم للعمل بنظام التطوع وتنطبق عليه الشروط.
يقول "مطاوع" الذي يعتز بارتداء الجلباب الصعيدي، عن خبرته في تدريس اللغة العربية: "بعد ما خرجت معاش كان عندي وقت فراغ، قررت استغله في إعطاء دورس أو مجموعات تقوية للطلاب، واتعرفت في البلد، وأولياء الأمور كانوا بيبعتوا ولادهم لي".
وتابع: بعدها طلبت من عمدة القرية مساعدتي في العمل بالمدرسة الابتدائية بدون مقابل "وكان المدرس اللي يغيب كنت بدخل مكانه الفصل، وفي مدرسين قالوا للمدير إزاي تدخل حد بجلابية المدرسة وكبير في السن، وكان رده عليهم الرجل عنده علم".
استمر "مطاوع" في العمل بهذا الشكل لمدة خمس سنوات، "كنت بروح 3 أيام في الأسبوع، وبعدها طلبت من مدير المدرسة الإعدادية وقتها، مساعدة الطلاب والشرح لهم بدون مقابل، لكنه رفض، فطلبت منه "إني أدخل للتعلم والاستماع مع الطلاب في الفصل، ودخلت كطالب بس كنت بساعد الطلاب".
وعن نظرة الطلاب له يقول: "مكنوش مستوعبين فكرة إن واحد عنده 80سنة يبقى معاهم".
"مطاوع" رب أسرة مكونة 9 أبناء "4 أولاد- 5بنات" حاصلون على تعليم متوسط باستثناء واحد يدرس حاليا بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، كان يتنمى أن يكون أبناءه من حملة الشهادات العليا، " نفسي ولادي يعملوا زيي، ويكملوا تعليمهم وهم بيشتغلوا، بس هم معندهمش رغبة:,
يتمنى "مطاوع" الذي عرف بفتح باب التقديم لأصحاب المؤهلات العليا للعمل بمهنة التدريس تطوعا، أن يجتاز المقابلة الشخصية التي ستعقدها لجنة على مستوى الإدارة "المدرس ليه قيمة كبيرة من زمن طويل نفسي أكون مدرس".