لم يكن أحد داخل القرية الصغيرة، في مركز المنشأة جنوبي محافظة سوهاج، يعلم حقيقة ما حدث للطفلة "جنا" التي لا تزال تخطو على الدرجة السادسة من العمر، بعدما خرجت من منزل جدها عائدة إلى منزلها، بل لم يكن أحدهم يتخيل أن هناك ذئبًا بشريًا افترس براءتها بعد مشاهدة فيلم إباحي، فقتلها بعد اغتصابها. 6 ساعات هي الأصعب والأكثر رعبًا، في حياة أسرة الطفلة "جنا"، حينما فوجئت بأن الطفلة التي غادرت منزل جدها الذي اعتادت على الذهاب إليه للعب مع أقرانها، وأخبرتهم أنها عائدة لوالدتها حتى لا تتأخر عليها لم تصل، خاصة وأن الطريق الذي تمر به محاط بزراعات الأذرة، ليهرعوا للبحث عنها وسط الكثير من الاحتمالات المرعبة والمفزعة، وآمال ضئيلة تتناقص مع الوقت في العثور عليها سالمة. المشهد الغائب عن أذهان أهالي القرية جميعًا حينما شاركوا الأسرة رحلة البحث، كان على بعد خطوات من منزل والد الطفلة، قبل ساعات قليلة، حينما كانت تسير بمفردها، تسترجع وتكرر ما دار بينها ورفاقها خلال جولة اللعب التي تركتها قبل قليل، ولا تدري أنها على مقربة من وحش آدمي يستعد لارتكاب جريمة. من زاوية لا تراها عيني الطفلة الصغيرة أمسك "يوسف – 15 سنة – طالب بالصف الثاني الإعدادي – ويعمل في مستودع لمواد البناء"، بحجر ليفاجئها بضربة على جسدها الذي لا يتجاوز طوله 50 سنتيمترًا، فتسقط مغشية عليها، وتنتهي ضحكاتها البريئة إلى الأبد. الباحثون عن الطفلة الصغيرة لم يدر في خلد أحدهم أن المراهق، قبل ساعات قليلة، سحب فريسته الطفلة بعد أن سقطت على الأرض إلى وسط زراعات الأذرة القريبة منه، واغتصبها، ثم اكتشف أنها لا تزال على قيد الحياة، تنازع سكرات الموت، فهداه تفكيره الشيطاني إلى خنقها حتى لا يفتضح أمره، فاستخدام بنطال كانت ترتديه أسفل ملابسها، وتركها جثة هامدة ثم عاد لمزولة عمله كأن شيئًا لم يحدث. رحلة البحث عن الطفلة، جابت القرية الصغيرة، مرورًا بمستودع مواد البناء، ليؤكد جميع العاملين به، وبينهم مرتكب الجريمة، أنهم لم يروها، ولا يعرفون وصفها، قبل أن يعثر الأهالي على الضحية جثة هامدة بين الزراعات وبها آثار دماء ومنزوعة الملابس السفلية. ضباط مباحث مركز المنشاة بقيادة الرائد إسلام كُريم، بدأوا تحرياتهم حول الواقعة في أكثر من اتجاه، لكن أكثرهم نجاعة كان في اتجاه استجواب العاملين في المستودع، خاصة بعد ما توصلت إليه التحريات وآخر مشاهدة للطفلة وأقوال شهود العيان. لحظات مرت خلال مناقشة العامل المراهق، الذي بدت عليه علامات الارتباك، فاستغلها رجال التحقيق والتحري، وحاصروه حتى انهار واعترف تفصيليًا بارتكاب الجريمة، التي زال لغز غموضها في حوالي 120 دقيقة من إخطار مركز الشرطة. المتهم قال، أمام جهات التحقيق إنه لم يكن يدرك ما فعله وكأنه كان في غفلة، مؤكداً ندمه على ما ارتكبه من فعل مشين. وأشار مصدر أمني بمديرية أمن سوهاج إلى أن المتهم شاهد مقطعًا من فيلم إباحي على هاتف محمول لأحد أصدقائه في اليوم الذي ارتكب فيه الجريمة وهو ما أثار غرائزه الجنسية، واغتصب الطفلة وقتلها بعد ذلك. مضيفاً في تصريحاته ل"مصراوي" أن المتهم اعترف في التحقيقات أن الطفلة كانت تنازع الموت أثناء اغتصابه لها متأثرة بإصابتها الناتجة عن رشقها بالحجر.