64 ألف مصري اشتروا تذاكر دور ال8 لتشجيع المنتخب.. "لبسوا في جنوب إفريقيا"

قبل بداية مباريات دور ال16 لبطولة أمم إفريقيا، طرحت شركة "tazkarti" عبر موقعها الإلكتروني تذاكر الأدوار الإقصائية حتى المباراة النهائية، وتسابق الآلاف من مشجي الكورة المصرية لحجز مقاعدهم في مباراة المنتخب القادمة، إلا أن الهزيمة أمام جنوب أفريقيا قلبت خططهم رأسا على عقب، وبات عليهم حضور مباراة دور الثمانية في مدرجات تشجيع المنتخب الذي أخرج بلادهم من البطولة.
"محصلشي قبل كده إن مصر خرجت من دورال16 ودي أول هزيمة للمنتخب المصري على أرضة في الكان منذ 33 عاما".. قالها أحمد عبد الهادي، أحد مشجعي المنتخب المصري، مشيرا إلى خيبة أمله بعد خروج المنتخب وحجزه تذكرة مباراة دور ال8.
عبد الهادي ليس المصري الوحيد الذي سقط في هذا الشرك، فبحسب اللواء علي درويش، رئيس هيئة استاد القاهرة، كان كل مدرجات الاستاد مخصصة للجمهور المصري باستثناء المقصورة الرئيسية يمين التي كانت مخصصة لكبار المسئولين للمنتخب الآخر، بالإضافة إلى 500 مقعد من مدرجات الدرجة الأولى يمين مخصصة للجمهور المرافق للفريق المنافس. وهو نفس ما كان يحدث في مباريات المنتخب الأربعة التي لعبها بالبطولة قبل الخروج.
ويقدر عدد الجماهير المصرية التي حضرت مباراة المنتخب الأخيرة أمام جنوب إفريقيا ب72 ألف مشجع، بحسب اللواء على درويش، وهو نفس العدد الذي حضر مباريات المنتخب في دور المجموعات منذ المباراة الافتتاحية للبطولة.
موقع "تذكرتي" الإلكتروني خصص لجنوب إفريقيا التي صعدت بعد فوزها على منتخب مصر مقاعد الدرجة الأولي "علوي" والدرجة الأولى "شمال"، والدرجة الثانية وكذلك الدرجة الثالثة "شمال ويمين" بالإضافة إلى الدرجة الثانية والثالثة الخاصة بذوي الاحتياجات خاصة"، وجميع التذاكر تم حجزها باستثناء مقاعد الدرجة الأولى "علوي" التي ما زال يوجد بها أماكن، وتباع تذاكرها ب600 جنيه.
وتقدر عدد مقاعد مدرجات الدرجة الأولى علوي ب8 آلاف، وفقا لجمال مبارك مدير أمن استاد القاهرة، وبخصم مقاعد هذه الدرجة المميزة من عدد الجمهور الذي حضر مباريات المنتخب خلال البطولة، سواء في دور المجموعات و دور ال16، نجد أن أكثر من 64 ألف مشجع حجزوا مباراة المنتخب التي كانت تقام مساء اليوم الأربعاء في حالة فوزه على منتخب جنوب إفريقيا.
المقاعد المخصصة الآن لجنوب إفريقيا، هي نفسها التي كانت مخصصة للجمهور المصري حال فوز منتخبنا في مباراة دور ال16 وصعوده إلى دوري الثمانية، كما يوضح موقع الحجز تذكرتي.
بينما تذاكر مدرجات الدرجة الثالثة "يمين" خصصتها اللجنة المنظمة لجمهور نيجيريا، وما زالت تتوفر تذاكر ويسمح لأي زائر للموقع بالحجز فيها.
"حجزت التذاكر لدور ال8 وكنت ناوي أحضر كل ماتشات مصر الجاية في البطولة، ولكن كسروا نفسنا".. قالها أحمد عبد الهادي الذي يؤكد أنه يفضل متعة مشاهدة المباريات على شاشات التليفزيون مع أصحابه عن الذهاب إلى الاستاد، ولكن ما شاهده عن تنظيم هذه البطولة، دفعه لحجز تذكرة مباراة نيجيريا والفائز من مباراة مصر وجنوب أفريقيا.
"طبعا الكل كان يتوقع فوز مصر علشان كدا حجزت تذاكر المباراة بمدرجات الدرجة الثالثة شمال، ودي هتبقي أول مرة أروح أشجع من الاستاد، كنت عامل حسابي أني هشجع مصر، ولكن البطولة انتهت بالنسبة لي".. قالها عبدالهادي (24 سنة)، واصفا خروج المنتخب ب"المهين".
يتوقف عبد الهادي قليلا قبل أن يستدرك قائلا: "لحد دلوقتي لسه ما قررتش هروح الماتش ولا لأ، لو التذكرة كانت بتتباع كنت هبيعها لكن للأسف ما ينفعش، بس ممكن أروح مع أصحابي نقضي جو لطيف وخلاص علشان ثمن التذاكر ما تضيعش علينا".
ويمنع نظام بيع تذاكر البطولة عبر موقع "تذكرتي" نقل ملكية التذكرة بعد الحصول عليها عن طريق ال fan idومنافذ البيع المعتمدة، إلى أي شخص آخر، لأن ذلك قد يعرض الشخص الذي سيتم ضبط التذكرة معه للمساءلة القانونية، وذلك لمنع تداول التذاكر في السوق السوداء.
لم يكن أكرم عبد الجواد،29سنة، يعرف هذه التعليمات الصارمة التي فرضتها الشركة، بعد أن طلب صديق له الحصول على تذكرته لحضور مباراة دور ال8، "أديت التذكرة لصاحبي بعد ما اشتريتها قبل ماتش مصر وجنوب أفريقيا بيوم، بس ماكنتش أعرف أنه مش هيعرف يدخل بيها".
وتابع الرجل: "بعد الخروج قررت فعلا أدي التذكرة لأي حد، أصل مش هدفع 200 جنيه علشان أروح أشجع جنوب افريقيا ولا نيجيريا، بس هنعمل أيه عوضنا ع الله".
بينما أحمد فتحي، 26 عاما، الذي حضر جميع مباريات مصر في دور المجموعات ودور ال16 في البطولة، قرر حضور المباريات المتبقية للمنتخبات الأخرى رغم خروج مصر، "أنا بروح الاستاد علشان اتفرج على ماتش كورة حلو، سواء مصر موجودة ولا لأ".
وأكد أنه ينوي حضور جميع مباريات منتخبي الجزائر وتونس، ويتمنى وصولهما للمباراة النهائية وفوز أحدهما بالبطولة.