اختتمت قمة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية اليوم السبت أعمالها، باتفاق دولي لم يتضمن تعهدًا بمحاربة الحمائية التجارية، أو حماية المناخ للسنة الثانية على التوالي، بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اتفاقية باريس للمناخ. صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية سلطت الضوء على أبرز المكاسب التي حققها ترامب في رحلته إلى الخارج، خاصة بعد توجهه إلى كوريا الجنوبية رفقة رئيسها مون جاي إن، وتوجيهه الدعوة لزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون للقائه في المنطقة منزوعة السلاح. اقرأ أيضًا: اختتام قمة مجموعة العشرين باليابان دون اتفاق حول قضايا التجارة وتغير المناخ تقوية مركز ولي العهد السعودي في المنطقة وترى الصحيفة الأمريكية أن من أبرز نتائج قمة العشرين التي حققها دونالد ترامب، كان تقوية مركز ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على خشبة المسرح العالمي، خاصةً بعد آثار حادثة مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية السعودية في إسطنبول أكتوبر الماضي. واستضاف ترامب ولي العهد على مائدة إفطار شخصي اليوم، ومدحه بشكل كبير، واصفًا إياه ب"الإصلاحي الذي يعيد اكتشاف مجتمعه"، وهو ما بعث برسالة قوية إلى العالم أن العلاقة التي تجمع الولاياتالمتحدة بالسعودية قوية للغاية. وصوّر ترامب، ولي العهد السعودي، على أنه شخصية ثورية يحدث بلده ويحارب الإرهاب، وقال: "أود أن أشكرك نيابة عن الكثير من الناس، وأود أن أهنئكم على عملكم الرائع". وفيما يخص قضية خاشقجي، اكتفى الرئيس الأمريكي بالتأكيد على أن بن سلمان "لم يكن راضيًا أبدًا عن عملية قتل وتقطيع الصحفي جمال خاشقجي". تغير مسار الحرب التجارية والتقى الرئيس الأمريكي أيضًا نظيره الصيني شي جين بينج، على هامش أعمال القمة، وقال للصحفيين: "ناقشنا الكثير من الأمور وعدنا إلى المسار الصحيح فيما يتعلق بالمحادثات التجارية". وأكد ترامب أن الولاياتالمتحدة لن تفرض أي رسوم تجارية جديدة على الواردات الصينية، وأن الصين وافقت على استئناف عمليات الشراء الواسعة للمنتجات الزراعية الأمريكية وغيرها من السلع. وانهارت المفاوضات قبل عدة أسابيع، عندما أعلن الصينيون عدم إمكانية قبول بعض الأحكام التي جرى الاتفاق عليها مبدئيًا في مسودة غير كاملة بين الطرفين، وتؤجل تطورات المحادثات بين الرئيسين اليوم، فرض رسوم جمركية بنسبة 25٪ على حوالي 300 مليار دولار من الواردات الصينية. وفيما يتعلق بقضية "هواوي"، تراجع الرئيس الأمريكي عن قراره السابق بشأنها، وأعلن عزمه السماح مجددًا للشركات الأمريكية بالتوريد لعملاق التكنولوجيا الصينية، وبرر ذلك بأنه "أراد مساعدة الشركات الأمريكية التي اشتكت من الحظر، وفي مقابل هذا وافق الصينيون على شراء كميات ضخمة من الأغذية والمنتجات الزراعية". لقاء محتمل بين ترامب وكيم أعرب الرئيس الأمريكي أيضًا عن سعادته إذا وافق زعيم كوريا الشمالية على لقائه في المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل الكوريتين، والمقرر أن يزورها يوم الأحد. من جانبها، رحبت كوريا الشمالية بهذه الدعوة، وقال تشوي سون هوي نائب وزير الخارجية الأول لكوريا الشمالية، في بيان مقتضب: "أعتبر هذا اقتراحًا مثيرًا للاهتمام، لكننا لم نتلق أي اقتراح رسمي بعد". وأثارت تغريدة ترامب لكيم عاصفة في الأوساط الدبلوماسية، حتى بين مساعدي الرئيس الأمريكي، خاصة بعد انتهاء القمة السابقة بينهما في هانوي بفيتنام في فبراير الماضي بفشل ذريع. وقال ترامب للصحفيين اليوم إن "التغريدة كانت تلقائية للغاية، وفكرت فيها اليوم فقط، فنحن سنكون بالفعل على الحدود بين الكوريتين". ولكن، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي نقلت عن صحيفة "ذا هيل"، فإن فكرة لقاء يجمع بين ترامب وكيم كانت تدور في خلد الرئيس الأمريكي منذ عدة أيام، وكان ترامب يبدي اهتمامًا بالفكرة خلال مقابلة أجريت معه يوم الإثنين. اقرأ أيضًا: كلمة ولي عهد السعودي محمد بن سلمان في ختام قمة العشرين باليابان تغير المناخ لا يزال نقطة خلاف من أبرز نتائج قمة العشرين، هو استمرار قضية تغير المناخ كمجال خلاف رئيسي بين قادة العالم، خاصة بعد انسحاب الولاياتالمتحدة من اتفاق باريس للمناخ، وتهديد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي بأنه لن يوقع على أي بيان مشترك ما لم يتم التعامل مع تغير المناخ، والذي وصفه ب "الخط الأحمر". وأكد البيان الختامي لقمة العشرين، أن "الأطراف الموقعة التي أكدت التزامها باتفاقية باريس للمناخ في قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس العام الماضي، تؤكد من جديد التزامها بتنفيذها بالكامل". وأشار البيان أيضًا إلى أن الولاياتالمتحدة كررت "قرارها بالانسحاب من اتفاقية باريس لأنه يضر بالعمال الأمريكيين ودافعي الضرائب". وأقر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، بعد نهاية الجلسة العامة النهائية بوجود "اختلافات كبيرة في الآراء" بشأن تغير المناخ، وقال: "لكن يتفق الجميع على ضرورة تسليم كوكب أفضل للأجيال القادمة".
