قصة مصورة.. هنا عزبة التل.. لا يزال للكرة مأوى

كرة القدم هي الأوبرا التي يعزفها البشر جميعاً- بتلك الكلمات وصف ستافورد هيجينبوثام، رئيس نادي برادفورد سيتي السابق علاقة الشعوب بكرة القدم، ففي أي بقعة من الأرض ستقع عيناك على مباراة ربما لا تعرف الكثير عن أبطالها، لكن الشيء المؤكد أنك ستجد ما تبحث عنه من متعه.
هنا عزبة التل، بقعة في قلب ريف مصر، تتشابه تفاصيل المكان مع العديد من بقاع اخرى من الكوكب المغطى بغالبية تعشق كرة القدم، الناس هنا يجدون في اللعبة صاحبة الشعبية الأولى ما يحول بينهم وبين اوجاعهم اليومية جراء الظروف المعيشية الصعبة، هن المتنفس للكثير من شباب ورجال وأطفال العزبة.
عزبة التل بمركز الحسينية محافظة الشرقية، غزتها ملاعب النجيل الصناعي، كغيرها من القرى في ربوع مصر، حتى بدت الملاعب الترابية في طريقها للتلاشي، لكن تظل هناك فئة تحاول الحفاظ على هذا الموروث من الملاعب التي في طريقها للاندثار، بعد تهافت أصحاب الأراضي الزراعية على تحويل تلك القطع لملاعب يكسوها النجيل الصناعي.
عزبة التل يوجد بها مركز شباب لاحتواء المئات من الباحثين عن متنفس لممارسة كرة القدم بشكل منتظم، لكن الأمر الذي يبدو غريبا اعتماد الغالبية هناك على ممارسة كرة القدم مستخدمين ملعب ترابي، رغم انتشار الكثير من ملاعب النجيل الصناعي داخل العزبة، حتى بات هذا الملعب هو الأكثر اشغالا على عكس البقية، فتجد أن أسواره القديمة تتزين بالعديد من المشجعين من مختلف الأعمار.
جنبات الملعب عبارة عن أجساد متراصة بشكل منتظم، تشكل الزوايا الأربع للملعب ما بين وقوف وجلوس، هم هنا لمتابعة صديق أو اخ أو ابن، أو ما دون ذلك، فمن الوارد ان تجد من بينهم شخص ما حريص على متابعة كل المباريات حتى دون أن يكون له أحد داخل الميدان.
قبل 9 سنوات، عكف ابناء عزية التل على تنظيم دورة رمضانية لتكون مع مرور السنوات الملاذ لهم في كل عام لإظهار مهارتهم فيما بينهم، حيث التنافس على أشدة بين أصحاب العزة والقرى المحيطة بها لتحقيق اللقب، فتتهافت الفرق من كل حدب وصوب لاشتراك في تلك الدورة، حتى وصل عدد المشاركين هذا العام ل 24 فريق مقسم على 8 مجموعات.
التقينا بفرج شعبان، أحد المسؤولين عن تنظيم دورة عزبة التل، ليحكي لنا كواليس القصة التي لفت انتباه العديد بسبب إقامة الدورة على ملعب ترابي رغم انتشار ملاعب النجيل الصناعي هناك.
شعبان يروي: بطبيعة الحال فالكثير من الشباب ينتظر شهر رمضان لممارسة كرة القدم بحثا عن شغفهم مختارين تلك الدورة عن بقية الدورات بسبب أن تقام على ملعب ترابي، كما اعتادوا منذ قديم العمر".
يكمل: ملاعب النجيل الصناعي بتسبب أضرار ومشاكل عضليه للاعبين لذلك غالبية الشباب تشارك في الدوري التي تقام على الملعب الترابي، رغم وجود العديد من ملاعب النجيل الصناعي في المركز والمراكز الشباب الأخرى في مختلف القرى المحيطة".
يؤكد شعبان، خريج الشريعة والقانون والمحامي السابق، أنه أحد الذين لعبوا لفريق الحسنينة السابق، مشاركة العديد من الشباب في دورة عزبة التل بسبب أن الناس تستمتع أكثر باللعب على الملاعب الترابية.
يلعب في الدورة عدد كبير من لاعبي الدوري الممتاز أمثال محمود عبد العاطي دونجا لاعب الزمالك والمعار لفريق الاسماعيلي محمد أبو الشيخ لاعب الأهلي السابق ونجوم المستقبل الحالي علي الصعيدي لاعب الداخلية محمد ثروت لاعب بترول أسيوط السابق محمد الحسيني لاعب كفر الشيخ، محمود الميوي لاعب دكرنس فرج كمال كابتن فريق الشرقية وغيرهم من اللاعبين المميزين
ويدير الدورة تحكيميًا ياسر عبد الحق حكم الدوري الممتاز وكابتن اسامه طلعت لاعب الحسينية والمنصورة السابق.