من القاهرة للأقصر.. فريق verynile يجمع القمامة من النيل

قبل عدة أيام، كانت مراكب عديدة تتحرك بمحازاة كورنيش محافظة الأقصر، يستقلها شباب ينظفون لنيل، زاد عددهم على 200 شخص، عملوا لساعتين، رفعوا خلالهما حوالي 750 كيلو جرامًا من المخلفات المُلقاة في المياه. كان يوما مُرهقًا، لكن فريق verynile ومن معهم تركوا أثرا مُبهرا في نفوس السكان والسائحين على حد سواء.
في يوليو الماضي، بدأ مشروع verynile الذي يعمل بين الشواطئ المصرية لتنظيفها من القمامة، واستغلال المخلفات منها بطرق صديقة للبيئة، مُحاولين إنشاء آلية مستدامة بين الصيادين ورافعي القمامة للتعاون وتقليل نسب المخلفات.
قبل حملة الأقصر بيوم، استقر الفريق في المحافظة، كما تقول مريم عُمر، المتحدث الإعلامي، حيث تم فتح باب التقديم أمام المتطوعين والمنظمين لينضموا لهم "هدفنا إن أهل الأقصر يشتغلوا معانا، يفهموا إحنا بنحاول نعمل إيه فيقدروا يكملوا بعد كده".
لم يكن ذلك الهدف الأوحد من الذهاب يوما مُبكرا؛ أراد أهل verynile إعطاء ورش قصيرة للمنضمين عمّا يفعلونه، ومهام كل منهم، وكيفية التعامل مع المُخلفات والتقاطها.
المُخلفات البلاستيكية هي أسوأ ما يقابله الفريق في المياه "هي مش بس مؤذية للنيل، هي كمان مش بتتحلل فحتى التصرف فيها مُتعب"، لذلك دائما ما يُنسق الفريق مع شركات ومبادرات لفصل المخلفات وإعادة تدويرها "عشان منبقاش بنلم من حتة ونرمي في حتة تانية".
لم يكن تنظيف كورنيش الأقصر بواسطة verynile فقط، إذ شارك نادي التجديف، وممثلون عن وزارة البيئة في الحدث، بالإضافة لمبادرات أخرى مهتمة بالبيئة.
يعمل فريق verynile بشكل متوازٍ "مبنحبش نكون مركزيين" حسبما تقول مريم، لذا وبعد حملتين للتنظيف في القاهرة، انطلقوا إلى الأقصر "عشان ده موسم السياحة ومهم الناس يكون عندها وعي بالنيل ونضافته"، ذلك السبب ليس الوحيد "كمان كنا عايزين يبقى فيه أكبر عدد من المصريين وأهل البلد عشان نوعيهم" لذلك اختاروا يوم تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس في معبد أبوسمبل.
مع كل حملة يُنفذها الفريق، يحاولون تقليل سقف توقعاتهم "بنحاول نعمل اللي علينا دون انتظار ردود فعل عظيمة"، لكن الأمر اختلف في الأقصر، كانت ردود الفعل مُبهرة، بعض المتطوعين جاءوا من محافظات أخرى للتطوع، فيما تتذكر مريم سيدة تقطن في الأقصر، تطوعت خصيصا "عشان ابنها جاله فيروس في الكلى بسبب مياه الشرب، فلما جت قالت لنا أنا مش عايزة حد يتعب تاني زي ابني".
في المقابل استوعب العاملون بالمراكب ما تفعله الحملة "كانوا بيقولوا لنا إن النيل مصدر رزقنا ولو هو نضيف إحنا هنستفيد"، لذلك استقبلوا توعية المتطوعين بصدر رحب. النيل ليس هدف الفريق الوحيد "اشتغلنا على كورنيش الإسكندرية لفترة وهنبدأ تاني مع الصيف الجاي".