يواصل مواطنو هندوراس مسيرات الهجرة إلى الولاياتالمتحدة، بسبب الفقر والعنف، ليواجهوا المزيد منه كلما تقدموا خطوة تلو أخرى. يحلم المواطنون في هندوراس والمكسيك بالوصول إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، كملاذ آمن مما يعانونه من صعوبات في بلادهم. ولا تخلو رحلة بحثهم عن الملاذ الآمن من المتاعب، بسبب تطور الأوضاع في الآونة الأخيرة، وقتل مواطن من الهندوراس، أمس الاثنين، وإصابة آخرين بينهم عناصر من قوات الشرطة خلال اشتباكات مع قوات الشرطة المكسيكية. واندلعت الاشتباكات على مستوى البوابة الحدودية بين جواتيمالا والمكسيك عندما حاول عدد من المهاجرين اقتحامها على أمل الوصول إلى الوصول إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وعبر مهاجرون من هندوراس نهر كوسيتى، الذي يعدّ جزءًا من الحدود الطبيعية بين جواتيمالا والمكسيك، الأسبوع الماضي، للفرار إلى أمريكا بسبب الفقر والعنف الذي تشهده بلادهم. وأعربت حكومة جواتيمالا، في بيان، عن أسفها للعنف الذي شهدته المنطقة الحدودية، مشيرة إلى أنّ المهاجرين لم ينتهزوا الفرصة للحوار، وبدلا من ذلك ألقوا الحجارة والزجاجات على الشرطة. وأفاد مسؤول في الشرطة الفدرالية أن الولاياتالمتحدة تقدر عدد المشاركين في القافلة في الأراضي المكسيكية بنحو ثلاثة آلاف شخص. في لفتة إنسانية، سمحت السلطات المكسيكية الأسبوع الماضي، لعشرات النساء والأطفال المهاجرين من هندوراس بدخول أراضيها، قبل أن يتم نقلهم إلى مراكز إيواء في مدينة تاباشولا على بعد 40 كلم من سيوداد هيدالجو. وأكد آرون خواريز، البالغ 21 عامًا، في تصريحات صحفية، والذي يصطحب زوجته وطفله ويسير بصعوبة بسبب إصابة: "لن يوقفنا أحد بعد كل ما مررنا به، مثل عبور النهر". بينما قال المزارع الهندوراسي إدوين جيوفاني أحد المهاجرين: "نحن متعبون لكننا سعداء جدًا، نحن متحدون وأقوياء"، مشيرا إلى أنه أجبر على مغادرة بلده بسبب تعرضه لترهيب العصابات. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان موقفه واضحًا من المهاجرين، بعدما هدد منذ أيام، بغلق الحدود مع المكسيك ونشر قوات الجيش في حال لم تمنع السلطات المكسيكية تقدم هذه القافلة من المهاجرين الهندوراس. كما جدد ترامب تهديداته بقطع المساعدات المالية لدول أمريكا الوسطى المعنية بمسألة الهجرة، متهما المشاركين في القافلات بأن لديهم دوافع سياسية. وقال الرئيس الأمريكي أيضًا منذ أيام، إن قافلة المهاجرين القادمين من أمريكا الوسطى والمتجهة إلى الولاياتالمتحدة تضم أشخاصًا من الشرق الأوسط وأعضاء في عصابة "إم إس-13" العنيفة. وشهد أمس تطورًا في الأحداث، بعدما قال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قد ترسل آلاف الجنود الإضافيين إلى الحدود بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك.