بملامح استغراب وفضول يتابع عبد الفتاح مصطفى،(50 عامًا)، التفاف بعض ركاب مترو الأنفاق بمحطة الشهداء بميدان رمسيس، أمام ماكينة إلكترونية جديدة بخلاف تشبه ماكينة الصرف الآلي "ATM" الخاصة بالبنوك، لكنها أصغر حجماً وتتميز بلونها الفضي. وعلى جانبي الماكينة مثبت لوجو باللون الأبيض والأزرق يعبر عن هوية الشركة الإنجليزية المصنعة، وبجوارها ملصقين يتضمنان إرشادات توضح كيفية استخدامها. البداية، صباح أمس الأول "الأربعاء"، عندما قامت إحدي الشركات الخاصة بإشراف وزارة المالية وبتنسيق مع وزارة النقل بتركيب ماكينة صرف ألي لاستبدال العملات الورقية فئه 5 و10 و20 جنيها إلى جنيهات معدنية، بهدف توفير الفكة للمواطنين، وفقا لتصريحات شريف حازم مستشار وزير المالية. الفضول دفع المواطن عبد الفتاح مصطفي، الذي كان يريد قطع تذكرة مترو الأنفاق، دفعه للانتظار لاستطلاع الأمر ومعرفة سبب تجمع الركاب حولها معتقدًا أنها ماكينة إلكترونية لصرف تذاكر المترو، يضع فيها العملة فتخرج له تذكرة، لكن هذا الاعتقاد تغير بعد سماعه إجابة أحد المتواجدين حولها: "دي مكنة فضة تفك منها الفلوس الورق"، فقرر أن ينتظر دوره لتجربتها. جاءت فكرة ماكينة الصرف الألي عندما سافر وفد وزارة المالية إلى بريطانيا، وشاهدو ماكينة صرف العمالة هناك، فتم الاتفاق مع الشركة الإنجليزية التي تتعامل مصلحة سك العملة المصرية معها على تجربة الماكنية في مصر، وفي حالة نجاحها سوف يتم تعميمها على القاهرة وهو ما رحبت به الشركة التي قامت بتوريد الماكنية مجانًا، وفقا لتصريحات المستشار الإعلامي لوزير المالية. "أحنا بنجربها" يقول وائل الشيمي أحد ركاب المترو، "مفيش حد مش بيحتاج فكة"، موضحًا أن ميزة الماكنية أنها تستبدال العملات الورقية بجنيهات معدنية جديدة "الأولاد هيفرحو بيها كمصروف، وكمان ستساهم في تقليل وقت الانتظار أمام شباك التذاكر". ومن جانبه، يشرح المهندس عماد رجب حجاج، مندوب التوكيل الإنجليزي، مورد الماكينة لمصلحة سك العملة، آلية عمل الماكينة وكيفية التعامل معها، قائلًا: "على المستخدم قراءة الإرشادات المتواجدة على الماكينة قبل استخدامها، بعدها "يقوم بإدخال العملة من الفتحة المخصصة لها ثم ينتظر ثواني معدودة حتى تقوم الماكينة بسحبها وتحويلها إلى جنيهات معدنية، ثم يقوم بسحبها بعد تساقطها في صندوق أسفل الماكينة". ويوضح "عماد" أثناء تواجده بجوار الماكنية بهدف إرشاد المواطنين حول استعمالها أن عدم قبول الماكينة العملة الورقية فهذا يدل على أنها مزوره أو مدون عليها بالأقلام الفسفوري أو عليها لاصق، هذا مايدفع الماكنية إلي رفض هذه العملات الثلاثة. يبلغ وزنها الماكنية التي صنعت بهدف تحويل الأوراق النقدية إلى جنيهات معدنية 45 كيلو جرام فارغة ويصل وزنها بعد تعبئتها بالجنيهات المعدنية إلى 100 كيلو جرام، تعمل بالكهرباء بقوة 220 فولت. ويقول عبد الفتاح مصطفي، ركاب المترو الذي يعمل بأحد المحال بميدان رمسيس عن الماكنية، إنها فكرة جيدة من قبل وزارة المالية تساعدنا على الحصول على "الفكة" التي تجعلنا ننتظر أحيانا أمام شباك التذاكر حتى تتوافر الفكة مع محصل الشباك. الماكينة موجودة في معظم الدول الأجنبية منذ سنوات وحققت نجاح كبير في معظم الدول، يقول المهندس "محمد محمود" مسؤول تشغيل ماكينة الصرف الأولى موضحًا أنه تم تزويد الماكنية بالعملات المعدنية ثلاثة مرات أمس الخميس بمبلغ 21 ألف جنيه، حيث تُملأ الماكينة في المرة الواحده ب 7 آلاف جنيه معدني. وحول تزويد الماكينة في حالة نفاذ الجنيهات، يقول أشرف حسين، مسؤل توريد العملة المعدينة للمحطة، إن وزارة المالية قامت بوضع ميزانية 50 ألف جنيه بخزينة المحطة كرصيد احتياطي بهدف تزويد الماكينة بالعملة، موضحًا أن عملية وضع العملات المعدنية وسحب العملات الورقية من خزينة الماكنية لايستغرق أكثر من 10 دقائق. وكانت أول المشكلات التي واجت عدد من مستخدمي الماكنية هي رفضها قبول الخمسة جنيهات الورقية،رغم أنها من ضمن فئات العملة التي أعلنت وزارة المالية أنها ضمن الفئات التي يمكن استخدامها، وهو ما علق عليه "حسين" مسئول توريد العملة المعدنية للمحطة مترو الشهداء: "عند قبول فئة ال5جنيهات سوف يتم امتلاء البوكت الخاص بتخزين العملات الورقية بصورة أسرع، مما يجعلها غير قابله لعملات أخرى، وفي المقابل سيظل جزء من رصيد العملات المعدنية، وهذا سوف يمنعها من استقبال أو إخراج العملات المعدنية المخزنة بداخلها، ولذلك تم ضبطها على فئة ال 10 و20 جنيها مؤقتًا". أحمد عبد الهادي، المتحدث الإعلامي لشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق في تصريحات إعلامية، قال إن الموافقة علي وضع تلك الماكينة بمحطة الشهداء، جاء بناء على طلب وزارة المالية لتجربتها بمصر، وعند نجاح التجربة سوف تحدد الشركة بعض الشروط بينها وبين وزارة المالية من حيث عدد تلك الماكينات وأماكن وضعها بالمحطات.