من 25 قرشًا ل25 جنيهًا.. حكاية محمد "الطفل والشاب والأب" مع تذكرة "الجنينة"

على مدار 20 عاما كانت حديقة حيوان الجيزة، هي الجهة التي يقصدها محمد شاهين، لقضاء أوقات الترفيه والمرح كما يصفها، تخللها 12 عاما انقطع فيها عن زيارة الحديقة.
المرحلة الأولى التي ارتبط فيها بالمكان الذي يتجاوز عمره 100 عام تقترب من ال10 سنوات، كان طفلا يتردد عليها رفقة أسرته ومع زملائه ضمن الرحلات المدرسية التي كانت تنظمها إدارة مدرسته الابتدائية، يتذكر سعر التذكرة وقتها، "كانت 25 قرشا في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات"، ومع دخوله المرحلة الثانوية انقطع عن زيارة الحديقة لظروف مختلفة.
قبل أيام أعلنت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية، زيادة سعر تذكرة دخول حديقة الحيوان لمدة يوم أو يومين من 5 جنيهات إلى 25 جنيها، وفقا لتقديرات اللجنة التي شكلت لدراسة رفع سعر التذكرة، مؤكدة أن موعد هذه الزيادة عقب عيد الأضحى.
في مقابل هذه الزيادة، قالت إنه سيتم العمل على تغيير شركتي الأمن والخدمات، فضلا عن تركيب شبكة كاميرات لرصد ومراقبة كل ما يحدث في أروقة الحديقة، وزيادة عدد العمالة بها إضافة إلى توفير نفقات لرعاية الحيوانات.
سنوات مرت على "محمد" اجتاز فيها مرحلة الثانوية العامة والتحق بكلية التجارة بجامعة القاهرة، واقتصرت علاقته بالحديقة خلال هذه السنوات على المرور من أمامها لا يتذكر أنه دخلها أو ارتبط بها.
وبعد أن تزوج وأصبح مسؤولا عن أطفال، عاد مجددا إلى حديقة الحيوان التي كان يقضي فيها "خروجات الخطوبة وبعد الزواج"، خلال السنوات الخمس الأخيرة اعتاد على قضاء يوم إجازته مع أبنائه وزوجته في الحديقة "بقت عادة لينا يوم جمعة أو اتنين في الشهر بنقضيهم في حديقة الحيوان".
يتعجب محمد من قرار الزيادة قائلا: "الحديقة كانت أجمل مما هي عليه الآن، من حيث النظافة وأماكن الجلوس والحيوانات الموجودة بها".
قبل 15 يوما أعلن الاتحاد الدولي لحدائق الحيوان خروج حديقة حيوان الجيزة من التصنيف العالمي لحدائق الحيوان الأول مرة منذ 112، وبرر الدكتور رشاد رحيم، مدير عام حدائق الحيوان بالجيزة، خروج الحديقة من التصنيف العالمي إلى عدم دفع رسوم الاشتراك في الاتحاد منذ عام 2000، بجانب سوء حالتها، موضحا أن الدخول مجددا إلى الاتحاد يحتاج لتحقيق 122 طلبًا، جرى تنفيذ 100 منها.
داخل حديقة الحيوان التي يطغى على زائريها الطابع الأسري، كان عبدالراضي محمد أحد زائريها "الحديقة تقريبا هي فسحتنا الوحيدة اللي بنقدر عليها"، يدفع الأب 25 جنيها من أجل دخول أسرته المكونة من 5 أفراد إلى الحديقة لكن بعد الزيادة يرى أن المبلغ قد يتضاعف إلى 125 جنيها إذا استقرت وزارة الزراعة على تخصيص يوم أو أثنين من هذه الأيام (الخميس أو الجمعة أو السبت) فهذه الأيام الثلاثة، هي التي يخصص الأب الثلاثيني يوما منها لدخول الحديقة يتم تحديده، وفقا لطبيعة عمله التي تختلف من أسبوع إلى آخر، موضحا أن هذه الأيام هي التي تشهد زحاما داخل الحديقة عكس باقي أيام الأسبوع التي يكون العدد فيها محدودا بسبب انشغال الناس بأعمالها أو وجود الأبناء بالدروس الخصوصية.
هوايد زوجة عبدالراضي عبرت عن خوفها من أن تخصص الوزارة أيام الإجازات الرسمية لتكون رسوم الدخول فيها 25 جنيها، "وقتها بقي لما نحب نخرج نروح فين؟" بدل ما نصرف 100 جنيه في اليوم نصرف 500 جنيه وهما مش متوفرين أساسا.
يقول تهامي أحد الباعة، إن عدد زوار الحديقة ينخفض كل يوم عن الآخر خاصة في الصيف "النهاردة أنا بايع ب50 جنيه بس" بعد قضاء اليوم كله في الحديقة، ويرى أنه مع زيادة سعر التذكرة سوف ينخفض عدد المترددين على الحديقة أكثر من ذلك.
ووفقا لمصدر مسؤول بإدارة الحديقة لم يصل حتى الآن أي قرار من وزارة الزراعة بزيادة سعر التذكرة، متوقعا إصدار القرار بعد عيد الأضحى.