الندوات تعقد في مكتب المديرة.. قصر ثقافة إدفو "كازينو 80 مترًا"

في سبعينات القرن الماضي قررت وزارة الثقافة إنشاء فروع لها في مدن محافظة أسوان، وفي مدينة إدفو اختارت الوحدة المحلية مبنى صغيرًا تابعًا لها على كورنيش النيل كان يعمل "كازينو" ليصبح قصر ثقافة المدينة واستمر الوضع حتى نهاية القرن الماضي، ومع ازدياد الحركة الثقافية والأدبية بأسوان بشكل عام وإدفو بشكل خاص أصبح المكان غير مناسب.
وطالب الأدباء والمثقفون وزارة الثقافة أكثر من مرة بإنشاء مبنى جديد، حتى جرى تخصيص قطعة أرض مناسبة لإنشاء قصر ثقافة إدفو ولكن الوضع لم يتعد مرحلة قرار التخصيص.
"ننفذ الندوات في مكتب مديرة القصر وقرار تخصيص القصر الجديد منذ 10 سنوات".. بهذه الجملة بدأ الأديب أحمد الليثي الشروني حديثه ل"مصراوى" وقال إن القصر الحالي والذى كنا نطلق عليه "الكازينو" حتى وقت قريب مساحته لا تتعدى 80 مترا ومكون من طابقين ويوجد بالدور الأرضي مكتبة للطفل ومكتب مديرة القصر والذي نقيم فيه الندوات والأمسيات الشعرية لعدم وجود قاعات أخرى ومكتب إداري صغير، أما الدور الثاني فيوجد به مكتبة عامة وللأسف لم يتم تحديث الكتب الموجودة بها أو زيادتها منذ عشرات السنين وقاعة مكشوفة ومكتب إداري صغير فهل يعقل أن يكون قصر ثقافة إدفو بدون قاعة لنادي الأدب وبدون مسرح لممارسة الأنشطة عليه.
وأضاف الشروني، أن المحافظ السابق اللواء سمير يوسف أصدر قرار إزالة للقصر عام 2007 نظرًا لأنه المبنى الوحيد الذي يقع على النيل مباشرة وأمام المراسي السياحية وبضغط من الأدباء والشعراء تم إرجاء تنفيذ القرار حتى بناء قصر ثقافة جديد، وبالفعل في عام 2008 جرى تخصيص قطعة أرض مناسبة شمال كوبري إدفو لبناء القصر عليها، ورغم مرور 10 سنوات على القرار لم يبدأ العمل في بناء القصر الجديد، لتستمر معاناة شعراء وأدباء إدفو عند تنظيم أي فعالية أو حدث ثقافي.
وقال عماد عزت رئيس نادي الأدب بإدفو، إن القصر الحالي لا يتناسب مع شعراء وأدباء المدينة ولا نستطيع تنفيذ العديد من الأنشطة ونضطر إلى تأجير قاعات خارج القصر على حسابنا الشخصي كما نقوم بتنفيذ معظم الأنشطة داخل المدارس بالتعاون مع إدارة إدفو التعليمية، حتى مهرجان "حورس الأدبي" والذي كنا ننظمه سنويا كنا نعقد فعالياته داخل هذه الحجرات الصغيرة لعدم وجود قاعة كبيرة أو مسرح، ورغم تحقيق المهرجان العديد من النجاحات إلا أننا اضطررنا لإلغائه لعدم وجود مكان مناسب.
وناشد عزت المسؤولين بسرعة بناء القصر الجديد حرصا على الأجيال الجديدة التي من حقها التنفيس عن إبداعاتها الأدبية والمسرحية في المكان المناسب.
على الجانب الآخر قال محمد إدريس وكيل وزارة الثقافة بأسوان، إن الوزارة تولي اهتماما خاصا بمحافظات الصعيد وخاصة محافظة أسوان.
وأضاف إدريس في تصريحات ل"مصراوي" أن مركز ومدينة إدفو بها أكثر من موقع ثقافي بخلاف قصر ثقافة إدفو منها قصر ثقافة السباعية وبيت ثقافة البصيلية و3 مكتبات عامة بقرى الكلح غرب والكلح شرق والحجز، كما جرى الانتهاء من بناء قصر ثقافة جديد بمدينة الرديسية بإدفو بتكلفة 11 مليون جنيه، وجار التشطيبات النهائية وسيتم الافتتاح قريبا.
أما بالنسبة لقصر ثقافة إدفو الحالي، فأكد إدريس، أنه غير مناسب وجرى بالفعل تخصيص قطعة أرض لإنشاء قصر جديد وجرى طرحها للإنشاء عن طريق صندوق التنمية الثقافية العام الماضي، وبدأ العمل بالفعل ولكن حدثت بعض المشاكل مع المقاول وجرى حلها وسيتم استئناف العمل هذا الأسبوع، على أن يتم الانتهاء من تنفيذ قصر ثقافة إدفو الجديد وافتتاحه العام المقبل.