يقدم لنا الدكتور عصام الروبي أحد علماء الازهر الشريف تفسير ميسراً لما تحوية آيات الكتاب الحكيم من المعاني والاسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير قول الله تعالي: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}.. [البروج : 3]. يعني (الشاهد) هنا: قيل الشاهد هو محمد، وقيل هو عيسى وأمته، وقيل جميع من يشهد يوم القيامة ويحضره من الخلائق المبعوثين فيه. ومعني (المشهود): قيل: يوم التروية، وقيل: يوم عرفة، وقيل: جميع ما يُشاهد يوم القيامة من أحوال يشيب لها الولدان. وذكر صاحب الكشاف اضطراب المفسرين في المراد بهما. والأقرب للصواب: أنه يشمل كل من اتصف بهذا الوصف أي: مُبصِرٌ ومبصَرٌ، وحاضرٌ ومحضورٌ، وراء ومرئي يوم القيامة. وجاءت الكلمتان بالتنكير؛ لتهويل أمرهما، وتفخيم شأنهما. وخلاصة المعنى: أن الحق تبارك وتعالى يقسم بمن يشهد ذلك اليوم وهو يوم القيامة - ويحضره من الخلق أجمعين، وبالمشهود فيه من الأهوال والعجائب؛ تعظيمًا لذلك اليوم وإِرهابًا لمنكريه. إلى لقاء أخر نبحر فيه سويا في فيض المعاني والحكم الإلهية وكتابه الكريم..