يبدو أن التحقيقات في جرائم الفساد التي طالت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة، وعدة أشخاص من دائرة المقربة لا تؤثر على خططه الإقليمية ورغبته في تأسيس تحالفات قوية مع دول الجوار؛ ففي الوقت الذي تجرى التحقيقات مع رئيس الحكومة وقرينته، زار قائد الجيش الإسرائيلي الأربعاء الماضي، العاصمة اليونانية أثينا، فيما استقبل وزير الدفاع الإسرائيلي نظيره اليوناني في تل أبيب. قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني السبت، أن غادي ايزنكوت، رئيس الأركان الإسرائيلي، توجه إلى أثينا والتقى بنظيره اليوناني لأول مرة، في الوقت الذي استضاف فيه وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان وزير الدفاع اليوناني في تل أبيب. تأتي هذه الاجتماعات بعد التحسن الملحوظ في العلاقات العسكرية بين إسرائيل واليونان وقبرص، واللتان تواجهان مشاكل كبيرة بسبب طموح تركيا في السيطرة على المنطقة. بالنظر إلى الأحداث التي وقعت خلال الفترة الماضية فيما يتعلق بعلاقات إسرائيل بالدول الأخرى، تقول الصحيفة إن رؤية نتنياهو الإقليمية تقوم على تعزيز العلاقات مع اليونان من جهة، وتقوية علاقاته مع الدول السنية المجاورة، على رأسها السعودية ومصر والأردن والإمارات. وبحسب هآرتس، فإن نتنياهو يعتمد في الحالتين على تراجع اهتمام العالم بالقضية الفلسطينية، ومنح بعض الدول قيمة أكبر لمصالحها عن القضية. قبرص واليونان وذكرت الصحيفة أن إسرائيل تعاملت مع تركيا على أنها حليفها الاستراتيجي بالمنطقة في التسعينيات، ولكن العلاقة تدهورت مع مرور الوقت، بعد الصعود السياسي لرجب طيب أردوغان، والذي أكد على دعمه الكامل والتام للفلسطينيين، فضلا عن علاقته القوية بحركة المقاومة الفلسطينية (حماس). ولفتت هآرتس إلى تحسن العلاقات بين تل أبيب وأنقرة لعدة أشهر، بعد الجهود التي بذلها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للإصلاح بين البلدين، إلا أنها لم تدم طويلا بعد تطلع إسرائيل للتعاون مع الغرب، لاسيما اليونان وقبرص، وصفها لهم بأنهما أهم حليفتين لها في المنطقة. وفي علاقاتها العسكرية مع اليونان وقبرص، تقول الصحيفة إن إسرائيل تتمتع الآن بإمكانية التدريب في ظروف لم تكن متوفرة في الداخل، وهي وجود سلاسل جبال قد تستخدمها قوات الكوماندوز، والرحلات الطويلة، والتعامل مع أنظمة مضادة للطائرة الروسية الصنع. عمليات عسكرية ونوهت الصحيفة الإسرائيلية إلى التقارير الني نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي، والتي تفيد بوجود تعاون عسكري بين مصر وإسرائيل، تشن بموجبه تل أبيب غارات ضد المسلحين في شمال سيناء، الأمر الذي نفته القوات المسلحة المصرية. وردا على تقارير نيويورك تايمز، قال المدير السابق لمركز دراسات القوات المسلحة في مصر اللواء جمال مظلوم إن مصر "مسموح لها باستخدام الآليات العسكرية في سيناء باتفاق مع إسرائيل"، مضيفا أن بلاده "ليست بحاجة إلى دعم من الأخيرة للقضاء على المتشددين". وقال مظلوم إنها ليست المرة الأولى التي "تستهدف فيها وسائل إعلام أمريكية النظام في مصر، مرة بحجة الاستبداد ومرة أخرى بالقمع وغيرها من القضايا المثيرة للرأي العام"، بحسب ما نقل موقع قناة الحرة الأمريكية. وذكرت هآرتس أن مصر لديها نحو 88 كتيبة عسكرية و42 ألف جندي في سيناء. "عدو واحد" في الوقت ذاته، تقول هآرتس إن إسرائيل وشركائها من الدول السنيّة يواجهون الأعداء نفسها، فمن ناحية إيران ومن ناحية أخرى الجماعات الجهادية المتشددة على رأسها داعش والقاعدة. وأشارت هآرتس إلى تقرير نشرته شبكة فوكس نيوز الأمريكية، قالت فيه إن الأقمار الصناعية التقطت صورًا لقاعدة عسكرية جديدة تضم مستودعات لحفظ صواريخ قادرة على ضرب صواريخ من كل الجهات، يجرى تأسيسها على الحدود السورية الإسرائيلية، وحذرت الصحيفة الإسرائيلية من خطورة هذه المعلومات. وبحسب الصحيفة الإسرائيلي فإن التصعيد العسكري بين طهران وتل أبيب وصل إلى مرحلة جديدة وأكثر خطورة بعد اسقاط الدفاع السوري لمقاتلة إسرائيلية بدون طيار، بعد أن شنت إسرائيل غارات جوية على عدة مواقع عسكرية (إيرانية- وسورية) ردا على اختراق طائرة إيرانية بدون طيار لمجالها الجوي. ومن جانبه، أوضح مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي أن بلاده ستواصل بشكل طبيعي العملية العسكرية الجوية في سوريا، ردا على الاعتداء على سيادة إسرائيل، ومنعا لتهريب الأسلحة المتطورة إلى حزب الله الشيعي اللبناني الذي تدعمه إيران. وقال عاموس يدلين، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، الأسبوع الماضي، إن ما يحدث في سوريا لم يعد يبقى بداخلها، موضحا أن كل الأحداث التي تشترك فيها قوات أجنبية على الأراضي السورية أو في سمائها له آثار كبيرة على الدول والبلاد المجاورة لها، وأحيانا يمتد هذا التأثير إلى القوى العظمى.