قالت مجلة بوليتكو الأمريكية، اليوم السبت، إن رئيس الولاياتالمتحدة دونالد ترامب لو شعر بالملل خلال رحلة العودة الطويلة إلى الوطن من مؤتمر دافوس بسويسرا، فيمكنه مواجهة ذلك بقراءة كتاب يحمل اسم "الله ودونالد ترامب". وأضافت المجلة في تقريرها أن الكتاب يوضح كيف أن ملايين الأمريكيين يؤمنون بأن الله هو سبب وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية. مؤلف الكتاب هو ستيفن سترانج، عمل كناشر لمجلة كاريزما لفترة طويلة، وهو شخصية " خمسينية" مسيحية تحتفل بعيد العنصرة أو الخمسين (عيد يحتفل به بعد 50 يومًا من عيد الفصح. والمقصود به حلول الروح القدس على تلاميذ السيد المسيح بعد صعوده بعشرة أيام بحسب أحد الروايات المسيحية). وبحسب التقرير؛ تحدث الكاتب قليلًا عن ترامب نفسه مقارنة بالمسيحيين الذين يميلون للاحتفال بالعنصرة والذين كانوا جزءً من المؤيدين لترامب منذ بداية حملته والذين يرون الآن أن انتخابه جاء تحقيقًا لإرادة الرب. وأضافت المجلة أن هذه النوعية من الكتب انتشرت خلال رئاسة جورج دابليو بوش، الذي كان اسمه مرتبطًا بأربعة كتب عن الدين، وفيلم وثائقي يحمل اسم "جورج دابليو بوش: إيمان في البيت الأبيض"، وذلك خلال فترته الرئاسية الأولى فقط. بالنسبة ل "بوش" كان هناك ما يمكن قوله في هذه النوعية من الكتب، حيث في منتصف حياته كان يحضر بشكل مستمر إلى الكنائس في تكساس، ويتحدث عن الرب والمسيح. أما مؤلف كتاب ترامب، فجلس لفترة قصيرة معه خلال الحملة الانتخابية، لكن لم يجرِ حوارًا معه من أجل هذا الكتاب. وبحسب "بوليتكو"، جلس مع سترانج مع ترامب وحاول التعمق في آرائه الدينية الشخصية. وكرّس الكاتب فصلاً للحديث عن أن أطفال ترامب هم "انعكاس لمعتقداته الجوهرية"، ولفتت المجلة الأمريكية أنه ربما زيجات ترامب الثلاثة واعترافه في مواقف عديدة بالعلاقات النسائية لم تمثل أي شئ بالنسبة للكاتب. وبدلاً من ذلك، حاول ستيفن سترانج أن يفسر سبب تحمس المسيحيين الإنجيليين نحو ترامب، وأشار إلى هذا الفصيل من المسيحيين يعتقدون أن الله يتحدث إلى الناس عبر نبوءات ولا يزال متحكم في كل ترتيب في حياة البشر. ومنذ بداية الحملة الانتخابية لترامب، كان أكبر داعميه المتدينيين –أو بمعنى أدق الوحيدين- كانوا المسيحيين الخمسينيين مثل القساوسة باولا وايت وداريل سكوت. كانوا منجذبين بشدة لترامب وهو منجذب بصورة كبيرة لهم. كما ربطوا بين ثنائية الصحة والثروة، وهو معتقد يشير إلى أن الله يكافئ المؤمنين بالصحية والجيدة والنجاح المالي. وبهذا المنطق فمليارير مثل دونالد ترامب، حتى مع حصوله على ثروته من عائلته، فإنه رجل مؤمن جدًا. كما دعم محافظون آخرون ترامب، بحسب الكتاب، في عام 2016 بسبب أشياء كالخوف من العولمة والدولة العميقة. وأشار تقرير بوليتكو أيضًا إلى أن هناك رويات دينية أو روحية ذكرها الكتاب؛ لفتت إلى أن ترامب سوف يصل إلى البيت الأبيض يوما ما. وعلى سبيل المثال هناك رجل كاثوليكي يدعى توماس زيمر قضى معظم حياته في إيطاليا وزعم انه تلقى نبوءة أو رسالة إلهية في فترة الثمانينيات بأن ترامب سوف يعيد أمريكا مرة أخرى إلى التدين. وقالت المجلة أن الكلام غير المنطوق في الكتاب هو أن المرجعيات الدينية لمؤلفه مثل فرانكلين جراهام وروبرت جيفيرس هم يؤمنون في أقوالهم بأن الرب لا يريد إلا الجمهوريين في الحكم، وبالتالي لو تم اختيار ترامب رئيسًا للجمهورية فإنه اختيار الرب. وكان جيفيرس صرح في يوليو من عام 2017 في دالاس: "ملايين الأمريكيين يؤمنون بأن انتخاب الرئيس ترامب فرصة يمنحها لنا الرب، وربما آخر فرصة لنجعل أمريكا بحق عظيمة مجددًا".