ما ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرًا فيه نفع لأمته إلا أرشدهم إليه سواء في أمور دينهم أو مور دنياهم، فكان يشمل صحابته الكرام بالنصح والتوجيه بما ينفعهم. ومن تلك الأمور نصيحة نبوية رواها الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء". وقد بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحكمة من هذا الأمر أن الأنية التي يكون فيها الطعام مكشوفًا تكون عرضه لأن تلوث نتيجة وباء أو حشرة أو غيرها من الأمور، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن نغطيها بالليل لنقي أنفسنا هذه الشرور. كما أوضح النبي صلى الله عليه آله وسلم أن هناك وباء ينزل في ليلة من السنة يصيب الناس بالأمراض، وعن ذلك يقول الدكتور محمد كامل عبدالصمد في كتابه: "الإعجاز العلمي في الإسلام والسنة النبوية": "إنه فقد تبين أن الأمراض المعدية تسري في مواسم معينة من السنة، بل إن بعضها يظهر كل عدد معين من السنوات، وحسب نظام دقيق لا يعرف تعليله حتى الآن. من أمثلة ذلك: أن الحصبة، وشلل الأطفال، تكثر في سبتمبر وأكتوبر، والتيفود يكثر في الصيف أما الكوليرا فإنها تأخذ دورة كل سبع سنوات، والجدري كل ثلاث سنين وهذا يفسر لنا الإعجاز العلمي في قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "إن في السنة ليلة ينزل فيها وباء" .. أي أوبئة موسمية ولها أوقات معينة.
