أكد الداعية الدكتور أنس عطية الفقي أن الإسلام دين الفطرة والطهارة والنقاء والصفاء، وأن رسول الإسلام محمداً صلى الله عليه وسلم هو الإنسان الكامل المكمل من قبل مولاه سبحانه وتعالى. وقال في خطبته أمس من فوق منبر مسجد طارق بن زياد بمدينة السادس من أكتوبر إننا مطالبون بطهارة الظاهر والباطن، وأن الإنسان كما ينظف بدنه من الأوساخ والقاذورات، عليه أن ينظف قلبه من الغل والحقد والحسد والكبر والشرك والرياء، قال صلى الله عليه وسلم : "الطهور شطر الإيمان"، ولقد جاء الإسلام ليوازن بين متطلبات الروح والجسد فأمر أتباعه بتطهير الجانبين. قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنباً فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون"المائدة: 6. هذه النظافة وهذه التعاليم لا تجدها في أمة غير مسلمة مهما تحضرت ومهما تقدمت اليوم. طهارة في المأكل والملبس والمشرب والمجلس، ولقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو في معراجه خشخشة نعل بلال رضي الله عنه الذي ما أحدث حدثاً إلا وتوضأ، وما توضأ إلا وصلى ركعتين عقب الوضوء. وأوضح د. أنس الفقي أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بتطهير الفم عن طريق الذكر، وعن طريق استعمال السواك الذي هو مطهرة للفم ومرضاة للرب كما نص عليه الحديث في صحيح البخاري رضي الله عنه. والطهارة طريق للقوة النفسية والقوة البدنية وعدم إصابة الجسد بأي أذى قال تعالى "ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" البقرة:222. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "غطوا الإناء وأوكوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها الوباء فإذا وجد إناء من غير غطاء أو سقاء من غير وكاء نزل فيه" صحيح مسلم. وكان نبي الرحمة ينهي عن التغوط في الماء الراكد وفي طريق الناس وفي الظل أو تحت الشجر، وأمرنا أن نصلح في الأرض ولا نفسد. وقال الإمام أبو المرسي العباس رضي الله عنه: كنت أقرأ مرة قوله تعالى (يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر) فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤيا يقول لي: يا علي طهر ثيابك من الدنس تحظى بمدد الله في كل نفس، فقلت: يا رسول الله، وما ثيابي؟ فقال: ألم تر أن الله ألبسك ثياب المحبة، والتوحيد، والإيمان، والإسلام، والمعرفة، فمن عرف الله صغر لديه كل شيء، ومن أحب الله هان لديه كل شيء، ومن وحد الله لم يشرك به شيئا، ومن آمن بالله أمن من كل شيء، ومن أسلم لله قلما يعصيه وإن عصاه استغفره، وان استغفره غفر له. فتعلمت وقتها معنى قوله تعالى "وثيابك فطهر".