اهتم الاسلام اهتماماً كبيراً بجسم الانسان وصحته وعدها نعمة من النعم العظمي فلقدروي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم انه قال "نعمتان مغبونة فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ "رواه البخاري فما أعطي الله عز وجل الانسان بعد الايمان بالله ورسوله شيئاً اعظم من نعمة الصحة في الجسم والسلامة في الاعضاء قال صلي الله عليه وسلم سِلوا الله اليقين والمعافاه فما أوتي أحد بعد اليقين خير من العافية- رواه أحمد. وفي وقت انتشرت فيه الاوبئة والامراض كهذه الايام فلابد للمسلم ان يقي نفسه منها ولو نظرنا نظرة متأملة لوجدنا ان الاسلام جاء بطريقة عظيمة كاملة في الطهارة والنظافة تحفظ علي الانسان صحته وتقية من الامراض. ولقد روي عن النبي انه قال "ان الله طيب يحب الطيب. نظيف يحب النظافة كريم يحب الكرم جواد يحب الجود فنظفوا افنيتكم وساحاتكم- ولا تشبهوا اليهود يجمعون اكباءهم في دورهم" ومعني الاكباء- الادوات والقمامة" رواه البزار مسندة. لذلك اهتم الاسلام بالطهارة اهتماماً بالغاً قال تعالي "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وقال صلي الله عليه وسلم لايقبل الله صلاة بغير طهور" والله عزوجل يحب ان يقف العبد بين يديه طاهراً نظيفاً "يا ايها الذين امنوا إذا قمتم إلي الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم إلي المرافق وامسحوا برءوسكم وارجلكم إلي الكعبين. ثم يأتي بعد ذلك الوضوء. والوضوء هو غسل الاعضاء المكشوفة من الجسم وهو مفتاح الصلاة ولا تصح الا به قال صلي الله عليه وسلم لاتقبل صلاة من أحد حتي يتوضأ" وقال صلي الله عليه وسلم "لا صلاة لمن لاوضوء له". والوضوء طهور ظاهر وباطن فهو نظافة للأعضاء وايضا يطهر المسلم من الذنوب والخطايا. فاذا تؤضا العبد وتمضض- خرجت الخطايا من فيه - فاذا استنثر- خرجت الخطايا من انفه. وإذا غسل وجهه- تساقطت الخطايا من وجهه- وإذا غسل يديه- نزلت الخطايا من يديه. - وإذا مسح راسه- خرجت الخطايا من أذنيه- وإذا غسل رجليه- خرجت الخطايا من رجليه ثم كان مشيه إلي المسجد وصلاته نافلة له - فالوضوء نظافة ظاهرة وباطنة. ويأتي حث الاسلام علي الغسل وهو غسل الجسم كاملاً بالماء حتي يعمه النظافة فهناك أمور وحالات يجب الغسل فيها. الغسل من الجنابة- قال تعالي وإن كنتم جنباً فاطهروا. الغسل من الحيض قال تعالي - ويسألونك عن المحيض قل هو اذي فاعتزلوا النساء في المحيض ولاتقربوهن حتي يطهرن. الغسل من النفاس. وهو الغسل من الدم الخارج بعد الولادة. غسل الميت- وغسل الميت ودفنه من الاساسيات الصحية الخطيرة التي تقي من الامراض الكثيرة . غسل الكافر إذا اسلم- فالكافر إذا اسلم لابد له ان يغتسل. وهناك أيضا اغتسالات مسنونة- كغسل الجمعة. العيدين والغسل من غسل الميت وغسل الاحرام وغسل دخول مكة وغسل الوقوف بعرفة - فان الشريعة الاسلامية في مسألة الطهارة خير مثال يحتذي به. وإذا كان الاطباء ينصحون بالنظافة فإن الاسلام قد جاء بها منذ أكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان فالاسلام هو دين الصحة والنظافة.