بعد تصريحاته المبتذلة.. الإعلام الأمريكي يصف ترامب ب"العنصري"

قالت وكالة أسوشيتد برس إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاهل سؤال وجهه إليه عدد من الصحفيين، أمس الجمعة: "سيدي الرئيس هل أنت عنصري؟"، إلا أن ذلك لم يمنع العديد من وسائل الإعلام من وصفه ب"العنصري."
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين اثنين أن الرئيس الأمريكي رد على مقترح بشأن اللاجئين من أفريقيا وهايتي وسلفادور قائلا: "لماذا نسمح لأشخاص يعيشون في دول شيتهول - وهي عبارة سوقية جدا تعني الحفر الخارجية التي تستخدم مراحيض في اماكن قذرة - بالقدوم إلى هنا، بدلا من أماكن مثل النرويج".
وقال المسؤولان، بحسب الصحيفة، إن ترامب طالب باستبعاد مهاجري هايتي من الاتفاق، قال "لماذا نريد أشخاص من هايتي هنا؟".
وذكرت أسوشيتيد برس أن تلك التصريحات كانت بمثابة نقطة تحول لعدد من الأشخاص على استعداد أن يدعو ترامب ب"العنصري"، بدلا من قول إن كلماته وأفعاله تُظهر العنصرية.
وقال الصحفي جون كاسيدي، في مجلة نيويوركر، إن الحقيقة المؤكدة هنا والتي لا يمكن تجاهلها بعد الآن هي أن هناك شخص عنصري في المكتب البيضاوي.
وقالت المحامية والإعلامية صاني هيوستن، في برنامج "ذا فيو" الحواري، إن "الرئيس الأمريكي عنصري"، لاسيما وأن عائلة زوجها من هايتي.
ودعت راتشيل مادو، الإعلامية في شبكة إم اس ان بي سي، ترامب ب"الرئيس الأمريكي العنصري علانية".
واستخدم الإعلامي دون ليمون، في شبكة سي إن إن، نفس المصطلح، قائلا: "كم مثال تحتاج لتأكد من ذلك؟"، في إشارة إلى "عنصرية" الرئيس الأمريكي.
وفي بداية حلقة برنامجه الكوميدي الساخر "ذا ديلي شو"، قال الإعلامي الكوميدي تريفور نواه لمشاهديه: "لا أعرف كيف افتاحكم في هذا الأمر، ولكني أعتقد أن الرئيس قد يكون عنصري".
وقبل توليه الرئاسة، اشتكى ترامب من وصف الناشط الحقوقي الأمريكي القس آل شاربتون له ب"العنصري"، فرد عليه الناشط الحقوقي قائلا: "إنه كان يتحدث عن تصرفاته ولم يكن يقصده هو".
وعاد شاربتون ليصفه بالعنصري مرة أخرى، بعد تشكيك ترامب في شهادة ميلاد الرئيس السابق باراك أوباما، وقال لوسائل الإعلام "اعتقد أنه يعاني من مشكلة عميقة".
وهناك بعض الإعلاميين والسياسيين الذين يتوقفون عند وصف أفعال ترامب وتصرفاته بالعنصرية، ولا يصفونه هو بالشخص العنصري، منهم الإعلامي أندرسون كوبر، في شبكة سي إن إن، والذي قال إن كلمات ترامب تعبر عن "العنصرية" وتوقف عند هذا الحد.
كانت هيلاري كلينتون، منافسة الرئيس الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية السابقة، قالت في تغريدة إنها تعارض وجهات نظر ترامب "العنصرية والجاهلة."
ومن جانبه، قال المؤرخ والكاتب ابرام إكس كنيدي إنه يمانع استخدام هذا المصطلح لوصف الأشخاص، ويعتقد أنه ينبع من اشخاص يتعاملون مع العنصرية على أنها هوية ثابتة.
وقال كنيدي إن العنصرية لا تصف هوية الشخص، ولكنها تصف ما يقوله أو ما يفعله.
وفي المقابل، لم يصف أي من الإعلاميين العاملين بشبكة "فوكس نيوز" الرئيس الأمريكي بالعنصري، وقال الإعلامي براين كيلميد مُقدم برنامج "فوكس أند فريندس" إن "ترامب ارتكب خطأ بقوله مثل تلك التعليقات". وأبدى المحافظون قلقًا من أن ترامب منح معارضيه سلاحا يصوبونه نحوه، ولم يهتموا كثيرا بتصريحاته.