اختار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ستيفين بانون، الإعلامي اليميني لشغل منصب كبير المخططين الاستراتيجيين، وهو أحد الأشخاص المعروفين بالعنصرية، ويرى أن أصحاب البشرة البيضاء هم فقط من يصنعون الأمجاد وأصحاب القوة. حصل بانون، رئيس الموقع اليميني المتطرف، برايتبارت، على دور مركزي في البيت الأبيض،حيث يصف نفسه أنه زعيم بديل اليمين، وهو مصطلح فضفاض يصف الأيدولوجية اليمينية التي تضم معارضة الهجرة والعولمة. يُنعَت بانون بالرجل اللغز، وسبق أن شبهه صحفي في قناة فوكس نيوز التي تميل للحزب الجمهوري بغوبلز وزير دعاية زعيم النازية بألمانيا أدولف هتلر، كما يقدم على أنه أخطر رجل في الساحة السياسية الأمريكية، وينسب إليه المساهمة بقسط وافر في تحقيق ترامب فوزًا كبيرًا على منافسته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. ويعرف بانون بالذكاء والتكتم، إذ منذ توليه مسؤولية إدارة الحملة الانتخابية لترامب لم يُدلِ الرجل إلا بمقابلتين، إحداهما تسجيل صوتي للموقع الذي يديره، ويعود إنشاؤه لعام 2007. حين كان الموقع الإخباري برايتبارت، تحت إشراف مؤسسة أندرو برايتبارت، رفض الخوض في اتهامات العنصرية باسم الماركسية الثقافية، ولكن بعد تعيين بانون، بدأ يأخذ اتجاه القوميين والعنصريين البيض، ووفقًا لمجموعة إنتلجيس، التي تراقب اليمين المتطرف، يتضح أن هذا الموقع هو الأكثر تطرفًا وعنصرية على شبكات الإنترنت. تؤكد المؤسسة أن بانون عنصري، فهو ضد المهاجرين وضد اليهود، وقد أعلن الحرب على بول ريان، الرجل الذي يسمع له ترامب أكثر من أي شخص آخر. ضغط بانون على محرري الموقع الإخباري لدعم ترامب والترويج له، ولم يعتمد فقط على الموقع، بل قام بنشر كتاب تحت عنوان ثروة كلينتون، ليكشف عن جانب من ثروة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. هناك بعض الاقتراحات بالتحاق العديد من صحفي موقع برايتبارت، لبانون في البيت الأبيض، وهي خطوة لا تتطلب موافقة مجلس الشيوخ. ومن جانبه، قال جوناثان جرينبلات، أحد أعضاء رابطة التشهير الحقوقية: "إنه يوم حزين لتولي رجل يؤيد عقيدة تفوق ذوي البشرة البيضاء وينادي بالعنصرية، منصبًا كبيرًا في البيت الأبيض". تعيين بانون لقي رفضًا من جانب مركز "ساذرن بوفرتي لو سنتر"، وهو منظمة غير حكومية معنية برصد المؤسسات والقيادات العنصرية. وقال المركز، في بيان على موقعه الإلكتروني، إن بانون لا مكان له في البيت الأبيض، في يوليو الماضي فاخر بانون بأن موقع برايتبارت الإخباري هو منصة لليمين، وهذا كما نعلم هو الطاقة الكامنة خلف الكم الهائل من المضايقات العنصرية والمعادية للسامية، التي ابتليت بها وسائل التواصل الاجتماعي خلال حملة انتخابات الرئاسة. واشنطن بوست