في نيويورك تايمز: كل من يعرف ترامب يعلم أنه أحمق

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقال رأي للكاتبة ميشيل جولدبرج قالت فيه إن كتاب "نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض" الذي ألفه الكاتب مايكل وولف، يتضمن العديد من الروايات المثيرة للاهتمام، إلا أن أهم شيء خلص إليه هو أن من يعملون مع الرئيس الأمريكي يعلمون أنه غير مناسب لهذا المنصب، ويروون أنه شخص "أحمق".
وذكرت الكاتبة أن العاملين في دائرة ترامب قد يشعرون بالرضا في نهاية الأمر، لأن العام الأول في فترة رئاسة ترامب مرّ دون وقوع أي كارثة كبرى، رغم الأخطاء الكثيرة التي اقترفها الرئيس منذ وصوله إلى المكتب البيضاوي.
ومن بين الحكايات التي يسردها وولف في كتابه المُثير للجدل تلك المتعلقة بإقالة جيمس كومي، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي).
وبحسب تقارير وولف، فإن السبب الرئيسي في إقالة كومي كان انزعاج وخوف إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر، مستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط وأحد أهم الشخصيات في حملته الانتخابية، مما قد يجده كومي إذا دقق في الشؤون المالية للعائلة.
إلا أن الجانب المخيف في رواية وولف بحسب الكاتبة، هو قدرة ترامب على التصرف دون العودة إلى مساعديه، والذين اعتقد بعضهم أنهم مسيطرين عليه بالكامل، وأنه لن يستطيع اصدار أي قرار دون العودة إليهم.
وكتب وولف: "في أغلب الأيام، لم يعرف أحد أنه (ترامب) سيتصرف في بعض الأمور بمفرده". وأضاف: "إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي في الشهور الرئاسية الأولى، تعد من أكبر الخطوات التي يُقدم عليها رئيس أمريكي في تاريخ البلاد الحديث، وتؤكد أنه يتصرف دون الرجوع لأحد".
وتابع: "والآن تخيل ترامب يسير على نفس النهج فيما يتعلق بقصف كوريا الشمالية".
وكان من المقرر أن يُطرح الكتاب في الأسواق في التاسع من يناير الجاري، إلا أن دار النشر قررت طرحه الجمعة، بعد الضجة الكبيرة التي أحدثها.
وأحدث الكتاب خلافا كبيرا بين ترامب وستيف بانون، كبير مستشاريه الاستراتيجين السابق والذي أقيل في أغسطس الماضي، والذي قال لوولف إن دونالد ترامب جونيور، نجل الرئيس الأمريكي، التقى بمحامية روسية خلال الحملة الانتخابية أملاً في الحصول على معلومات تُسيء لمنافسة والده الديمقراطية هيلاري كلينتون، وهذا ما اعتبره "خيانة".
وأرسل محامو الرئيس الأمريكي رسالة إلى بانون، أمس الخميس، قالوا له فيها إنه ينتهك اتفاقا بشأن عدم الكشف عن المعلومات بحديثه إلى وولف، وهددوا باتخاذ إجراء قانوني ضد معاونه السابق، واتهموه بتشويه صورة ترامب.
وبحسب الكتاب، فإن وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشين، ورئيس الأركان السابق رينس بريبوس، وصفوا ترامب ب"الأحمق"، كما فعل الملياردير وصاحب شبكة فوكس نيوز روبرت ماردوخ.
كما يرى المستشار الاقتصادي لترامب جاري كوهين أن الرئيس غبي، ويقارن بين معدّل ذكائه والفضلات، وسبق ونُشرت تقارير تُفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يرى أن الرئيس الأمريكي "أحمق"، وأن مستشار الأمن القومي الجنرال ماكماستر يرى أنه مُخدّر.
وقال وولف في كتابه إن إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الكبرى وواحدة من كبار مستشاريه، تحلم بالرئاسة.
وأخبر البعض الكاتب الأمريكي أنهم مازالوا يعملون مع ترامب ليحاولوا حماية أمريكا منه، وقالوا له إنهم يعملون على الحول دون حدوث فوضى قد تتسبب في إحداث أضرار حقيقية في أمريكا.