كعادتها كل مساء، تركت "صفاء" طفليها بمفردهما داخل الشقة، قاصدة إحدى الملاهي الليلية لأداء فقرتها الغنائية، ومن ثم العودة قبل شروق الشمس، لكن السيناريو المعتاد تغير هذه المرة، لتفقد الأم طفليها. الثانية عشرة منتصف ليل الأحد، طالبت المطربة طفليها "5 سنوات"، و"7 سنوات" بالنوم، مؤكدة أنها لن تتأخر طويلا "أقعدوا كويسين علشان أجبلكم حلاوة". أغلقت الأم باب الغرفة على الطفلين، وغادرت منزلها بمنطقة هضبة الأهرام متوجهة إلى الملهى حتى لا تتأخر عن موعد فقرتها. لم تمر سوى دقائق معدودة على مغادرة الأم، حتى لاحظ الجيران انبعاث أدخنة من الشقة، وأسرعوا لاكتشاف السبب لكن الباب كان مغلقا، الأمر الذي دفعهم لكسره، فكانت الصدمة حاضرة. قبل وصولها الملهى، رنَّ جرس هاتف "صفاء" التي أجابت في عجلة من أمرها "تعالي بسرعة في مصيبة". انتهت المكالمة عند هذه الرسالة، هرعت على إثرها "صفاء" إلى مسكنها غير عابئة بفقرتها، خاصة مع شعورها بانقباض في الصدر. وفي أقل من دقيقتين ونصف، وصلت 3 سيارات إطفاء بقيادة اللواء هاني سعيد، مدير الحماية المدنية بالجيزة، إلى العقار، وتبين نشوب الحريق داخل غرفة بإحدى الوحدات السكنية، وتم السيطرة على ألسنة النيران، ومنع امتدادها إلى الشقق المجاورة. فوجئت "صفاء" برجال الإطفاء وسيارة إسعاف أسفل العقار سكنها، لتبادر بالسؤال "هو ايه اللي حصل؟"، لتخبرها سيدة خمسينية "شدي حيلك.. البقاء لله في ولادك الاتنين"، تسمرت الأم في موضعها، ولم تتحرك قيد أنملة إذ شاهدت طفليها جثتين هامدتين داخل سيارة الإسعاف. وكشفت تحريات الرائد هاني عجلان، معاون مباحث الهرم، أن والدة الطفلين مطلقة، وتقيم مع طفليها في الشقة محل الواقعة عقب انفصالها عن والدهما. وأشارت معاينة معاون مباحث الهرم إلى أن الطفلين أشعلا النار في أعواد الكبريت، لتلتهم محتويات الغرفة التي كانا بداخلها، إلا أن تصاعد الأدخنة جذب انتباه الجيران الذين كسروا الباب، وقاموا بإنزال الجثتين قبل تفحمها. طليق المطربة حرر محضرا ضد الأم، واتهمها بالإهمال والتسبب في وفاة الطفلين، أحاله العقيد وائل فهيم، نائب مأمور قسم الهرم، إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق، وصرحت بالدفن.
