تقريرٌ أصدره الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الشهر الماضي يشمل أرقامًا مُفزعة عن مواطنين يعيشون في ظروف لا تتوافق مع الحد الأدنى للحياة للكريمة. حوالي 6 ملايين مواطن يقيمون في غرفة واحدة تتنوع أشكالها بين "كشك، وعشة، وخيمة، وعربة ثابتة، ومدفن"، حسب بيانات التعداد السكاني لعام 2017. "مصراوي" التقط طرف الخيط، وانطلق ليكشف معاناة مواطنين يعيشون في "شبر أرض" في ظروفٍ مأساوية لا تتوفر فيها معايير للحياة الآدمية. "أكشاك وعشش وعربات ثابتة وغرفة واحدة.. أحيانا داخل المدافن".. هكذا يعيش 6 ملايين مصري، وفق بيانات التعداد السكاني لعام 2017 والتي كشفها تقرير أصدره الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الشهر الماضي. ربما خطرت في ذهنك الآن صورة أفراد أسرة واحدة متكدسون في "متر أرض"، لكن حياة هؤلاء لا يؤرقها فقط التكدس، فعلى أرض الواقع هناك عشرات المنغصات الأخرى، مثل "تعايش" عبير وأسرتها مع الذباب والعقارب بجوار الموتى، واضطرار ناهد وأسرتها للبقاء وسط ركام المنازل التي هدمها الحي متحديين حصار الدخان والقمامة وأحيانا المغتصبون والمتحرشون. أحلام هؤلاء قد تصدمك أحيانا ففي عزبة "عين الحياة" يسعى الشباب لبناء "أوضة" فوق "أوضة" أسرهم للزواج فيها نظرًا لضيق ذات اليد والمساحة، وفي كثير من الأوقات تتعرقل أحلام الخروج ل"البراح" لعجز الأسرة عن تدبير مئات الجنيهات، وأحيانا العشرات. "مصراوي" عايش معاناة المحشورين في الأرض، ورصد فصولًا من معاناة ساكني العشش والمدافن والعربات...