في حوار مع الإعلامي عماد الدين أديب، أجراه مساء الخميس، كشف الإرهابي الليبي عبد الرحيم المسماري، وهو الوحيد الذي بقي على قيد الحياة بعد عملية التطهير التي أعقبت حادث الواحات، عن تفاصيل دخولهم إلى مصر قبل العملية وحصولهم على الأسلحة من قبيلة التبو. وقال الإرهابي "اشبتكنا مع قبيلة التبو قبل دخولنا الحدود المصرية، قتلنا واحدا منهم وحصلنا على أسلحتهم"، وهي قبيلة مكلفة بحماية الحدود من قبل قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، مشيرًا إلى أن أفراد القبيلة كانوا يظنونهم مهربين. وفيما يلي يستعرض "مصراوي" أبرز المعلومات عن قبيلة "التبو" الليبية .. "التبو" هم مجموعة قبائل وعشائر بدوية ذات هوية زنجية عربية مختلطة، تسكن غالبيتها في شمال تشاد حول جبال تبستي، كما يوجد حوالي مائة ألف منهم يعيشون في ليبيا، ومعظمهم من الرعاة الرحل والبدو. وهناك الكثير من القادة التشاديين من قبلية التبو، ومنهم الرؤساء السابقون؛ حسين حبري وكوكوني واداي. ومنذ بداية عام 2000 برهن مقاتلو التبو في التشاد أنهم، وبخلاف الطوارق، سد منيع في مواجهة جماعة القاعدة في المغرب الإسلامي، وحالوا دون انتشار التطرف الإسلامي في مناطقهم، وأوقفوا وسلموا الزعيم الإسلامي الجزائري عبد الرزاق البارا، إلى السلطات الجزائرية. عاش أبناء قبائل التبو في الجنوب الليبي، مهمشين ومضطهدين، وقد استغلهم نظام معمر القذافي في عدة حروب في إفريقيا كوقود حرب في تشاد ضد الرئيس التشادى حسين حبري وفى حرب أوغندا وفى حرب لبنان ومات عدد كبير منهم ولم يعرف مصير الكثير منهم حتى الآن، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. وبعد سقوط نظام القذافي، شهد الجنوب الليبي نزاعا قبليًا بين مجموعة قبائل التبو من جهة والقبيلتين العربيتين، الزوية في الكوفة في الجنوب الشرقي، وأولاد سليمان في سبها، والطوارق في أوباري، فيما نجحت "التبو" في السيطرة على الجنوب الليبي. وفي عام 2012، دعا زعيم قبيلة "التبو" الليبية عيسى عبد المجيد منصور، الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التدخل من أجل وقف ما أسماه "تطهيرًا عرقيًا" تتعرض له القبيلة، وذلك بعد سقوط مئات القتلى في معارك في سبها الليبية. وصلت الخلافات بين القبائل في ليبيا إلى حد تهديد قبيلة "التبو" بالانفصال عن ليبيا قبل أن تستقر الأمور فيما بعد. وفي يوليو الماضي، التقى المستشار عيسى عبد المجيد، رئيس الكونجرس التباوى "تجمع لقبائل التبو" فى ليبيا والوفد المرافق له رئيس جمهورية غينيا كوناكري والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي البروفيسور ألفا كوندي، فى إطار تسوية الأزمة الليبية الراهنة. حرص المستشار المنتمي ل"التبو" التأكيد على وضع الجنوب الليبى وأهميته فى المشهد الليبى الأمنى باعتباره أمر غاية فى الأهمية، موضحا لرئيس الاتحاد الإفريقي بأن قبيلة "التبو" ما هي إلا جزء من ليبيا والليبيين. وأصبحت قبائل التبو المنتشرة في ليبيا والتشادوالنيجر تسيطر على الحدود بين هذه البلدان الثلاثة وبين ليبيا والسودان، وأقام المسلحون التابعون لهذه الجماعة نقاط تفتيش على الطرق الصحراوية الرئيسية التي تسهل عبور سيارات التبو بين ليبيا وجاراتها لتصدير المؤن والمنتجات المصنعة في ليبيا واستيراد الماشية من دول الساحل. وفي التشاد وليبيا والنيجر، يسيطر التبو على مناجم كبيرة للذهب تم اكتشافها حديثا، وفي ليبيا يقاتلون للسيطرة على حقول النفط ومحطات الوقود والمدن والأحياء التي استقروا فيها في عهد القذافي، بحسب موقع "روسيا الآن". لا يعترف "التبو" بالحدود، لكن يمكن اعتبار قسم منهم من السكان الأصليين لواحات الجنوب الليبي ولا سيما واحة الكفرة، من استقروا منهم في ليبيا قلقون اليوم من أن ينظر إليهم الليبيون العرب بوصفهم أجانب أو مهاجرين من إفريقيا السوداء. فهم يعتبرون أنفسهم سكانا أصليين ضحية للتوسع العربي نحو الجنوب والذي بدأ في القرن الثامن عشر ولا يزال مستمرا. وبحسب صحيفة "الوسط" الليبية، فإنه من الصعب على قبائل "التبو" الانتقال بحرية داخل ليبيا، خاصة في المنطقة الغربية، وبالتالي حُرم أبناء القبيلة من الفرص التعليمية والاقتصادية الجيدة. وقالت الصحيفة إن قبائل التبو والطوارق هي المجموعات الأكثر استفادة من حركة المهاجرين والبضائع من وإلى جنوب ليبيا، وفي أعقاب ثورة 2011، وقع الطرفان اتفاقا لمراقبة حدود ليبيا الجنوبية، على أن تقوم "التبو" بمراقبة المنطقة من سبها حتى الكفرة، والسيطرة على طرق التهريب الرابطة بين شمال النيجروتشاد والسودان وأجزاء من مصر وجنوب ليبيا. لكن الاتفاق لم يصمد طويلا؛ بسبب تنافس الطرفان من أجل السيطرة على المنطقة، فيما ظلت "التبو" مسيطرة على الجنوب الليبي بشكل أساسي، بحسب الصحيفة.