في الوقت الذي يستعد فيه العديد من اللاجئين السوريين في لبنان للعودة إلى المدرسة الأسبوع المقبل، لا يزال هناك أكثر من 200،000 طفل لاجئ خارج المدرسة. وفقاً لإحصاءات قدمها لمجلس النرويجي للاجئين الذي يعمل مع المختصين في مجال التعليم في لبنان لزيادة نسبة الالتحاق بالمدارس للعام الدراسي 2017-2018. وأرجع المجلس أسباب عدم التحاق اللاجئين بالمدارس إلى عمالة الأطفال والمخاوف المتعلقة بسلامتهم، فضلاً عن المشاكل المحيطة بالقدرة الاستيعابية للمدارس، والتي تعيق جهود تسجيل الأطفال في المدارس. ويقدم المجلس النرويجي للاجئين في لبنان المساعدات الإنسانية وخدمات الحماية والدفاع عن حقوق اللاجئين للأشخاص المتضررين جراء النزوح، بمن فيهم اللاجئين من سوريا واللاجئين الفلسطينيين. ومن خلال الحملة الوطنية تحت عنوان "العودة إلى المدرسة"، يذهب موظفو المجلس النرويجي للاجئين من باب إلى باب وخيمة إلى خيمة في مستوطنات اللاجئين في محاولة لتسجيل الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في برامج التعليم العام. وفي السياق، تقول مديرة المجلس النرويجي للاجئين في لبنان كايت نورتون: "هناك عدد كبير جداً من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في لبنان. وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتسجيل المزيد من الأطفال، لا يزال اللاجئون يواجهون عقبات غير عادية للحصول على التعليم". انخرطت المنظمات الإنسانية ووزارة التربية والتعليم العالي في جهود التوعية على نطاق البلد لمحاولة ضمان حصول اللاجئين على التعليم. ومع ذلك، فإن حوالي "60 في المئة" أو 286,000، من أصل 488،000 طفل سوري في سن الدراسة غير ملتحقين بالتعليم العام في العام الدراسي الأخير. ومن بين القضايا الرئيسية التي يواجهها اللاجئون الضغوط الاقتصادية الشديدة والقيود المفروضة على التنقل بسبب افتقارهم للإقامة القانونية. تضيف نورتون: " مع دخول الأزمة السورية عامها السابع، تضطر أعداد متزايدة من الأسر إلى إرسال أبنائها للعمل بدلاً من إرسالهم إلى المدرسة. وقد أحرزت وزارة التربية والتعليم العالي مع شركائها تقدماً هائلاً في تسجيل مئات الآلاف من الأطفال في المدارس، ولكن ليتسنى الوصول إلى مئات الآلاف الذين لا يزالون خارج المدارس، يحتاج الآباء إلى أن يكونوا قادرين على تغطية الاحتياجات الأساسية للعائلة. ولا ينبغي لأحد الوالدين أن يضطر للاختيار المشين ما بين إرسال أبنائه إلى المدرسة أو إلى العمل". كما أن هناك قضايا تتعلق بالقدرات الاستيعابية للعديد من المدارس في لبنان، حيث لا يستطيع آلاف الطلبة في أماكن مثل عرسال، الواقعة على الحدود السورية، من الالتحاق بالمدارس بسبب عدم وجود مساحة صفية كافية. ومن بين الأسباب الأخرى التي ذكرها اللاجئون لعدم تسجيل أطفالهم في المدارس تكلفة النقل والمخاوف المتعلقة بعبور الأطفال لنقاط التفتيش، وحقيقة أن المدارس الحكومية في لبنان تدرس باللغتين الإنجليزية والفرنسية في حين أن معظم اللاجئين يتكلمون اللغة العربية فقط. تشرح نورتون: "لقد امتنع العديد من الأطفال عن الذهاب إلى المدرسة لعدة سنوات بسبب نزوحهم. ويواجه كثير منهم مشاكل تنموية وعاطفية، مما يجعل التكامل داخل نظام المدارس الأجنبية صعباً بشكل خاص".