عامان على التدخل العسكري الروسي الأول في سوريا، الذي ساهم في تغيير المشهد وقلب موازين القوى داخل الأراضي السورية لصالح الرئيس بشار الأسد، وساعده على مضاعفة نسبة الأراضي التي يسيطر عليها. ففي 30 سبتمبر من العام 2015، نفذت روسيا أولى ضرباتها الجوية على أراضي سوريا، وقالت -آنذاك- إن الضربات استهدفت مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابي، فيما أكدت الحكومة السورية أن إرسال القوات الجوية الروسية إلى سوريا تم بطلب منها عبر رسالة الرئيس السوري بشار الأسد إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا". جاء هذا القرار بعد موافقة بالإجماع داخل البرلمان الروسي على قرار بالتدخل عسكريًا في سوريا. وقد منحت هذه الموافقة تفويضًا للرئيس بوتين، وأذن مجلس الاتحاد الروسي باستخدام القوات المسلحة الروسية في الخارج، وفي اليوم نفسه، حلقت مجموعة من القوات الجو-فضائية إلى مطار حميميم في محافظة اللاذقية السورية. ونشرت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية أن حصيلة التدخل العسكري الذي قامت به روسيا من 30 سبتمبر عام 2015 وإلى 20 سبتمبر 2017، إذ شن الطيران الروسي 30 ألفًا و650 طلعة جوية قتالية، وأكثر من 92 ألف غارة جوية في أنحاء متفرقة من سوريا، وتدمير 96 ألفًا و828 هدفًا وموقعًا، ما نتج عنه استعادة النظام السوري ل 87.6 بالمئة من الأراضي السورية. ويؤكد المرصد السوري المعارض أن التدخل العسكري الروسي ساعد القوات السورية في السيطرة على أكثر من 48% من نسبة الأراضي السورية، بعد أن كانت قوات النظام تسيطر فقط على نحو 22% من مساحة سوريا الكاملة في الأشهر الأخيرة من العام 2015، على حد قوله. وأوضحت "سبوتنيك" الروسية، اليوم السبت، أن الطيران الروسي نفذ 5 آلاف و165 طلعة في العام 2015، تصاعد عددها في عام 2016 إلى 13 ألفًا و848 طلعة، و13 ألفًا و470 غارة في العام 2017. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن ما يقرب من 90 في المئة من أفراد القوات الجوية تلقوا خبرة قتالية. وقد نفذ الحملة الروسية ثلاثة أرباع طواقم الطيران البعيد المدى، وحوالي 80 في المائة من الطائرات التكتيكية التشغيلية و88 في المائة من طائرات النقل العسكري، وحوالي 90 في المائة من الطيارين. وفي 7 أكتوبر عام 2015، شاركت سفن بحرية روسية في العملية العسكرية في سوريا للمرة الأولى، وأطلقت الطرادات الصاروخية صواريخًا مجنحة في بحر قازوين. وفي 17 نوفمبر عام 2015، استخدمت روسيا للمرة الأولى منذ عملياتها في سوريا، طائراتها الاستراتيجية "تو-160" و"تو-95" و"تو-22"، وفي ديسمبر من العام ذاته، استخدمت صواريخ "كاليبر" بعيدة المدى من تحت الماء. وفي 27 فبراير 2016، كانت الهدنة الأولى التي تعقدها روسيا مع الولاياتالمتحدة، حيث تم الاتفاق مع الفصائل المعارضة المسلحة بتوقف الغارات الكثيفة التي كانت تشنها عليهم القوات الروسية بالتحالف مع القوات الحكومية السورية، لكن موسكو أكدت كعادتها فيما بعد، أن الاتفاق لن يشمل تنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة. وتمكنت القوات السورية بدعم من قوات روسيا، في مارس عام 2016 من تحرير مدينة تدمر التاريخية، لكن التاريخ الأهم الذي كان مكسبًا كبيرًا لروسيا وشكل إحباطًا كبيرًا للمعارضة السورية على الجانب الآخر، هو سيطرة الحكومة السورية على مدينة حلب في 15 ديسمبر بدعم وغطاء جوي من روسيا. ومع دخول عام 2017 بدأت روسيا تقليل عدد قواتها المتواجدة في سوريا، وذلك قبل نجاح روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية والأردن في إنشاء أربع مناطق لتخفيف التصعيد بسوريا. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 13 ألفًا و854 مدنيًا ومقاتلاً من الفصائل المعارضة المسلحة والفصائل الإسلامية، وجبهة النصرة وتنظيم داعش، والذين قُتلوا في الضربات التي شنتها القوات السورية على المناطق السورية المختلفة. وأوضح المرصد، في تقرير له اليوم السبت، أنه وخلال عامين، قُتل 1399 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و825 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و3 آلاف و479 رجلاً وفتى، إضافة إلى 4 آلاف و258 عنصرًا من تنظيم داعش، و3 آلاف و893 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية. واُتهم المرصد القوات السورية باستخدام مادة "Thermite"، والتي تتكون من بدورة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، حيث قال إن هذه المادة تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع "RBK-500 ZAB 2.5 SM"، وتزن نحو 500 كجم، تلقى من الطائرات العسكرية. وأدان المرصد السوري ما وصفه ب "استمرار المجتمع الدولي في صمته وصمه لآذانه، والتعامي عن هذه المجازر والجرائم المرتكبة بحق المواطنين من أبناء الشعب السوري، من قبل روسيا، والتي تنفذها بذريعة محاربة الإرهاب".