حكاية "بسنت".. هربت من أبيها وزوجته واحترفت الدعارة 9 سنوات

لم تتحمل "بسنت" التي تبلغ من العمر 16 سنة، اعتداءات والدها المتكررة عليها وتعذيبها، لرفضها العمل معه على "نصبة الشاي"، وقررت الهروب.
قبل أن تنفذ قرارها، اشتكت ل "زينب" زوجة والدها في فضفضة عابرة، وقالت لها "ههرب لو بابا وقفني على النصبة تاني"، فاستشاطت زوجة الأب غيظا وأخذت في ضربها وتعذيبها. ولم تجد المراهقة الصغيرة مفرا من تنفيذ قرارها، وهربت من منزلها.
عشات بسنت شهرًا كاملًا في الشارع، حتى قادتها الظروف إلى لقاء صديقتها "ريهام. م". في تلك اللحظة انتهى زمن البراءة، بعد أن أقنعتها صديقتها الجديدة بامتهان الدعارة، وانتهى بها الأمر بعد 9 سنوات إلى قفص محكمة الجيزة.
تقول بسنت من داخل القفص، في جلسة محاكمتها بتهمة الدعارة "إحساسي المميت بالضياع دفعني للارتماء بأحضان الصديقة الجديدة، فدفعتني للطريق الحرام بعد أن أقنعتني أنني سأحقق كل أحلامي من خلاله".
بوجه شاحب وملامح تظهر عليه علامات الشقاء والحزن، وعيون مكسورة أرهقتها الدموع؛ وقفت الفتاة صاحبة ال 25 سنة تنتظر جلسة النطق بالحكم عليها قائلة: "كنت محتارة بين المشي الحرام أو العودة للشارع والتسول، وما تحرضني عليه صديقتي، لكن الزن على الودان كان أمر من السحر، فاخترت طريق الرذيلة".
توقفت لبُرهة قبل أن تواصل حديثها لمصراوي: "ما كملتش تعليمي بعد موت أمي، تزوج والدي من زينب التي تصغره ب 10 سنوات. كان نفسي أكون دكتورة أو مهندسة، لكن أبويا طلعني من الصف الثاني الإعدادي لأساعده في نصبة شاي بجامعة الدول، بناء على كلام الزوجة الجديدة".
تتذكر "بسنت" لحظات كانت تحلُم فيها بأن يكون لديها منزل وزوج وأولاد، ولكن الحلم تحول إلى كوابيس، وانهدم البيت بعد أن تحولت العلاقة بينها وأبيها إلى صراع ومشاجرات، بسبب الزوجة الثانية، وتقول "كانت ترسلني للزبائن لأبيع الشاي في الشارع، يعنى كنت باتاجر بجسمي عشان الشباب والسواقين يشتروا مني".
استمر نشاط "بسنت" في الدعارة 9 سنوات جمعت خلالها ثروة لا بأس بها حتى سقطت في يد شرطة الآداب، وانتهى طريقها في قسم شرطة الهرم، تقول الفتاة: "أبويا وزوجته السبب.. أنا غلطت واستاهل.. بس أبوس أيديكم طلعوني، أنا توبت ونفسي أعيش حياة جديدة، وهمشي جنب الحيط".
وقضت محكمة جنح الجيزة بحبس "بسنت. م" 3 سنوات لإدانتها بممارسة الدعارة.
كانت الإدارة العامة لمباحث الآداب بوزارة الداخلية، ألقت القبض على "بسنت. م" بعد تلقي لعقيد أحمد حشاد، وكيل إدارة النشاط الداخلي بالإدارة العامة لمباحث الآداب، معلومات تفيد ممارستها الدعارة مع راغبى المتعة الحرام مقابل مبالغ مالية.