أولت الصحف العربية اهتمامًا بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لواشنطن، التي أُجريت أمس الاثنين، في أول زيارة له إلى البيت الأبيض منذ تولّيه سُدة الحكم في يونيو 2014. واستقبل ترامب، الاثنين، السيسي في البيت الأبيض في أول زيارة رسمية لرئيس مصري إلى واشنطن منذ 2010 عندما زارها الرئيس الأسبق المصري حسني مبارك لحضور قمة مصرية أمريكية أردنية حول القضي الفلسطينية بحضور الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي. وذكر بيان مشترك في ختام لقاء ترامب والسيسي أن الزعيمين اتفقا على أهمية إحراز تقدم على طريق السلام في منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك ليبيا وسوريا واليمن وأبديا اهتماما بدعم الفلسطينيين والإسرائيليين للتحرك باتجاه السلام. وقال ترامب "أود فقط أن يعلم الجميع، إن كان هناك أدنى شك، أننا نقف بقوة خلف الرئيس السيسي. لقد أدى عملا رائعا في موقف صعب للغاية. نحن نقف وراء مصر وشعب مصر بقوة." ملفات ساخنة تطرّقت جريدة "الحياة" اللندنية إلى الملفات الساخنة التي تخللّتها مناقشات القمة المصرية- الأمريكية، أمس الاثنين، بين السيسي وترامب، وقالت إن ملف السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين كان حاضرَا بقوة في القمة، إلى جانب ملفيّ الأمن والاقتصاد، مُشيرة إلى أن الزيارة عكست رغبة مشتركة في إعادة دفء العلاقات وتعزيز التعاون بين الجانبين، بعد مرحلة من الفتور سادت خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وقالت "الحياة" إن اللقاء شهد محادثات مُعمّقة حول التعاون في مكافحة الإرهاب في المنطقة، وتطرّق لاستعادة زخم المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، واستئناف التدريبات العسكرية المشتركة بين الجيشين المصري الأمريكي، بحسب مصادر مصرية مُطلعة. كما أشارت المصادر للصحيفة، إلى اتفاق بين الجانبين حول ضرورة التعامل مع التنظيمات الإرهابية كحزمة واحدة، وأهمية وقف الإمدادات المالية واللوجيستية إلى الإرهابيين، فضلًا على تعاون استخباراتي حول المخاوف من عودة المسلحين المنخرطين في تنظيمات إرهابية في المنطقة إلى بلادهم. "تعهدات متبادلة" ولفتت صحيفة الشرق الأوسط، إلى تعهّد الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب بترميم العلاقات بين واشنطن والقاهرة، بعد توترات شهدتها فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما، كما اهتم الجانبان بضرورة التعاون لمكافحة الإرهاب. وقالت إن الاجتماع المباشر بين ترامب والسيسي، الذي أعقبه اجتماع منفصل مع كبار المساعدين، أظهر عزم الرئيس الأمريكي على إعادة بناء العلاقات وتعزيز العلاقة القوية التي أرساها الجانبان عندما اجتمعا لأول مرة في نيويورك في سبتمبر. "لقاء مُنتظر" وتحت عنوان "ترامب للسيسي: نقف خلفك بقوة!"، تحدّثت صحيفة الأخبار اللبنانية عن لقاء الرئيسين المصري والأمريكي، واصفة إيّاه باللقاء المُنتظر، خاصة وأنه وقبل انتخاب ترامب رئيسًا رسميًا لأمريكا، تولّد شعور لدى السلطة المصرية، وعلى رأسها عبد الفتاح السيسي، بأن وصول رجل الأعمال المثير للجدل إلى هذا المنصب، بمثابة "النصر لمصر". وقالت الصحيفة، إن الجانب الشخصي طغى على القمة الأمريكية- المصرية، وهو ما بدا واضحًا في سيل المديح والإشاده الذي كاله ترامب للسيسي، والعكس. ضبط العلاقات وقالت جريدة "الغد" الأردنية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سعى لإعادة ضبط العلاقات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته التي أجراها أمس الاثنين إلى واشنطن، بعد أن توترت في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ومنحه دعما كاملا وتعهد بأن يعملا معًا لقتال المتشددين. إعجاب مُتبادل أما جريدة الأنباء الكويتية، فقد ركّزت على الإشادات المتبادلة بين الجانبين، إذ أشاد ترامب بالسيسي قائلًا إنه "يقوم بعمل رائع وسط ظروف صعبة"، مُعلنًا دعمه الواضح له ووقفه وراء مصر والشعب المصري. وعلى الجانب الآخر، أعرب السيسي عن إعجابه بشخصية ترامب، مؤكدّا على اعتزامه التعاون مع نظيره الأمريكي على "استراتيجية فعالة لمكافحة الإرهاب". وتطرّقت صحيفة "الراي" الكويتية إلى إشادة الجانبين بالمجهودات التي يبذلها كلًا منهما، كما لفتت إلى أن السيسي التقى، في أول أيام زيارته إلى الولاياتالمتحدة، يوم الأحد، رئيس البنك الدولي جيم يونج كيم. ونقلت عن بيان للرئاسة المصرية القول إن "الرئيسين عقدا جلسة محادثات لتعزيز جسور التواصل والتفاهم المشترك حول طبيعة التحديات التي تواجه المنطقة وسبل التصدي لها، وللتأكيد على أن العلاقات المصرية- الأمريكية ممتدة ومتشعبة وذات طبيعة استراتيجية وأن المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز هذه العلاقات في كل المجالات." وأوضحت أن المحادثات شهدت مناقشة أزمات المنطقة في سورية وليبيا العراق واليمن ومكافحة الإرهاب، فضلا عن بحث القضية الفلسطينية. كما تحدّثت صحيفة "الخليج" الإماراتية عن إشادة الجانبين ببعضهما، لافتة في الوقت نفسه إلى إشادة مسؤولين في البيت الأبيض، خلال استعراضهم للقاء، بمصر "بوصفها إحدى الركائز الرئيسية للاستقرار في الشرق الأوسط، وشريكًا أمريكيًا موثوقًا به لعقود."