أطباء ومواطنون بالمنيا: ارتفاع سعر الدواء ''سم قاتل'' يفتك بحياة المرضى

كشف مواطنون وصيادلة وأطباء بالمنيا، أن رفع أسعار الأدوية أمر غير محتمل وتعجيزي، وتهدد حياة المرضى خاصة أصحاب الأمراض المزمنة منهم.
وأكد أطباء وصيادلة أن الارتفاعات الجديدة ستعجز كثير من المرضي، عن الالتزام بالجرعات الموصي بها، وبالتالي لن يصلوا لمرحلة التعافي الكامل، ليتوجهوا بعدها للأطباء والصيادلة يحاجونهم ويعاتبونهم وهم أبرياء.
قال محمود نصر "موظف بالمعاش": لا أدرى كيف يتم اتخاذ قرار مثل هذا قبل دراسة الفئة التي تحتاج لهذه الأدوية، ففي حقيقة الأمر الأدوية التي يتم رفع سعرها هي أدوية الشارع، أي أدوية المواطن البسيط، فلا يوجد منزل الآن يخلو من مريض سكر أو ضغط أو أملاح، وهى الأدوية التي شملتها الزيادة في السوق".
وأضاف أن هذه الأدوية تعتبر البديل لنا عن ادوية أخرى باهظة الثمن، ولا نستطيع شراءها، ولذلك لجأنا إلى الأدوية المحلية، ومن الواضح أن صاحب هذا القرار لا يتخيل حال من يحتاج هذه الأدوية من البسطاء .
وأوضحت مي ماجد، موظفة، إن موجات الغلاء لم تترك شيء من سلع غذائية لملابس لعلاج، فالميزانية الشهرية التي يتم تخصيصها لأي طارئ، تلاشت مع الغلاء، والأمر لم يعد محتملا على الإطلاق.
أما سوسن ناشد، ربة منزل، فقالت: حاولنا تقبل الغلاء في الأكل والملبس والمشرب، بالاستغناء عن الكثير منها، ولكن أن يصل الأمر إلى حد هذا الغلاء في أسعار الأدوية، فهو أمر غير محتمل بالمرة، فالعلاج لا يمكننا الاستغناء عنه، مضيفة :"أنا مريضة سكر وضغط، وأبنى يعانى من حمى البحر المتوسط وابنتي دائما تتعرض لنزلات برد متكررة نتيجة لضعف عام .. فماذا نفعل ..؟؟!!".
ومن جانبه قال ريمون وهبه "صيدلي" إن ارتفاع أسعار الأدوية وخاصة البسيطة أثار غضب العديد من المواطنين، الذين ابدوا اعتراضهم على هذا الغلاء، من خلال مشادات كلامية دائمة مع الصيادلة، وكأن الصيادلة هم السبب في رفع الأسعار، أو كأنهم من اتخذ القرار، وليس قرارا مفروضا عليهم، مما جعلنا نقرر وضع فواتير الشركات علي المكاتب لنعرضها علي الأهالي، كي يقتنعوا أن الأسعار ارتفعت من قبل الشركات وليس من قبلنا".
أما الدكتور حسام عبد الوهاب طبيب، فكشف أن أزمة ارتفاع الدواء فجرت للأطباء حلقة مفرغة من المشاكل، تبدأ بالمريض الذي يواجه المشكلة في زيادة السعر، والصيدلي في إقناعه أنه لا له ذنب في ارتفاع الأسعار.
وأضاف عبد الوهاب، "أما الطبيب عليه أن يقنع المريض أنه لابد له من استكمال العلاج متحملا فارق التكلفة، لأنه هذا هو المتوقع ببساطة من واقع احتكاكي بالمرضي كطبيب، وهذا غالباً مايحدث أن أغلب المرضي لن يكمل العلاج، و "مش هيخف و هيجي يحاسبنا أنه اشترى ودفع والنتيجة صفر".
و لفت عبد الوهاب، الآن علي الأطباء أن يدرسوا قوائم أسعار الأدوية والبدائل لكي يضبط "الروشتة" ، حتى يكون لها سقف معقول .. فللأسف الكل واقع عليه الضرر .
وفي سياق متصل واصل أعضاء مجلس نقابة صيادلة المنيا، جولاتهم للمرور علي كافة صيدليات مراكز المحافظة التسع، للتأكيد علي الإضراب الجزئي يوم 15 يناير الجاري، وأخذ توقيعات الصيادلة على إقرارات الالتزام بقرارات الجمعية العمومية بالإضراب الجزئي عن العمل من التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء يوم 15 الجاري.
من جانبه أعلن الدكتور محمد سرحان، نقيب الصيادلة بمحافظة المنيا، في تصريحات صحفية اليوم الجمعة، إن قيام اللجنة بالحصول على توقيعات الصيادلة، يأتي تنفيذا لقرارات الجمعية العمومية لنقابة الصيادلة المصرية، مؤكدا الالتزام بقراراتها لحين صدور قرارات جديدة السبت 14 يناير الجاري.
ولفت نقيب صيادلة المنيا إلى أن لجان النقابة بالمراكز تتابع عن قرب موقف الصيادلة من الإضراب، والالتزام بقرارات الجمعية العمومية، وأنه سيتم تطبيق غرامة 5 آلاف جنيه للمخالفين.
وكانت نقابة الصيادلة، أعلنت أن قرار الجمعية العمومية الطارئة الخاص بالغلق الجزئي للصيدليات بدءًا من 15 يناير الجاري ولمدة أسبوعين من التاسعة صباحًا وحتى الثالثة عصرًا، يهدف إلى توفير الدواء للمرضى واعتراضًا على سياسة تسعيرة الأدوية العشوائية غير المدروسة.