المناظرة الثالثة والأخيرة بين ''فضائح ترامب'' و''بريد كلينتون''

تتجه أنظار ملايين المشاهدين حول العالم، في الساعات الأولى من صباح الخميس -بتوقيت القاهرة- إلى المناظرة الثالية والأخيرة بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية: الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، قبل 20 يوما على انطلاق الانتخابات.
تعقد المناظرة مساء اليوم الأربعاء بتوقيت لوس أنجلوس (الخميس الساعة الثالثة صباحا بتوقيت القاهرة) في جامعة نيفادا في لاس فيجاس. من المتوقع أن يشاهدها نحو خمسين مليون مشاهد. المناظرة يديرها الصحفي كريس واليس الذي يعمل لصالح شبكة فوكس نيوز.
تأتي المناظرة بعد أيام قليلة من "فضائح" ترامب الجنسية، بالإضافة إلى قضية كلينتون الشهيرة الخاصة بتسريب رسائل بريدية إلكترونية لها، وهي أمور من المتوقع أن يستغلها كل مرشح للهجوم على الاخر.
وحسب آخر استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة، يتراجع قطب العقارات الملياردير ترامب بنحو 7 نقاط مئوية عن وزيرة الخارجية السابقة وزوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون.
وأعلنت لجنة المناظرات الرئاسية أن المناظرة الثالثة ستتطرق إلى ستة محاور رئيسية ستخصص لكل منها 15 دقيقة: وتشمل الدَين والاستحقاقات المالية، الهجرة، الاقتصاد، المحكمة العليا، المناطق الساخنة في العالم، والكفاءة لتقلد منصب الرئاسة.
جرت المناظرة الأولى بين المرشحين أواخر الشهر الماضي، فيما جرت الثانية أوائل الشهر الجاري، وقالت تقارير صحفية إن المرشحة الديمقراطية كلينتون كانت لها اليد العليا في المناظرتين.
وزيرة الخارجية السابقة في ولاية الرئيس باراك أوباما الأولى، كلينتون، استعدت للمناظرة بعيدا عن الأنظار في فندق قرب منزلها في نيويورك، مخصصة لذلك وقتا طويلا اذ يرى واضعو استراتيجية حملتها أن هذه المواجهات كان لها حتى الآن تأثيرا حاسما على الحملة – بحسب ما نشرته وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس).
أما المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فواصل تجمعاته الانتخابية يومي الاثنين والثلاثاء، مكتفيا بتخصيص بضع ساعات في اليوم للتحضير للمناظرة التي يتوقع أن يتابعها عشرات ملايين الأمريكيين ولو انه من الصعب كسر الرقم القياسي الذي سجلته المناظرة الأولى إذ حضرها 84 مليون مشاهد، حسب تقارير الصحافة الأمريكية.
كان ترامب قد اتهم منافسته كلينتون "بتعاطي العقاقير المنشطة" قبيل مناظرتهما الأخيرة. وقال إنه ينبغي أن يخضع المرشحان لاختبار تعاطي المنشطات قبل المناظرة القادمة.
جاء اتهام ترامب عقب سيل من الاتهامات التي وجهتها إليه العديد من النساء بأنه اعتدى عليهن جنسيا، كما جاءت عقب نشر شريط مسجل يتفوه فيه المرشح الجمهوري بعبارات بها ألفاظ خارجة عن المرأة.
ومن المتوقع أن يفتح ترامب النقاش في موضوع الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012 والذي يحمل كثير من الجمهوريين كلينتون التي كانت في ذلك الحين على رأس الدبلوماسية الأمريكية، المسؤولية - بشكل جزئي - عن مقتل أربعة أمريكيين بينهم السفير كويس ستيفنز.
ودعا ترامب والدة خبير معلوماتي قتل في الهجوم، باتريسيا سميث، المعارضة بشدة لكلينتون، لحضور المناظرة، بحسب ما أورد موقع "ياهو نيوز".
كان ترامب عقد قبل المناظرة الثانية، مؤتمرا صحفيا بحضور نساء يتهمن الرئيس الأسبق بيل كلينتون بالتعدي عليهن جنسيا، سعيا لإرباك منافسته، وكان يرغب في حضورهن المناظرة غير أن طلبه قوبل بالرفض.
تأتي المناظرة في وقت تتقدم المرشحة الديموقراطية على خصمها الجمهوري ب6.9 نقاط على المستوى الوطني، استنادا إلى معدل عام لاستطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها مؤسسات إعلامية وبحثية وجمعتها صحيفة وول ستريت جورنال، فيما تشتد المنافسة بينهما في الولايات المتأرجحة.
وتحظى هيلاري كلينتون بشعبية متزايدة لدى النساء والأقليات الذين هاجمهما ترامب في أكثر من مناسبة، ويشير متوسط استطلاعات الرأي إلى حصولها على حوالى 46% من نوايا التصويت، مقابل 39% لدونالد ترامب.
وواصل ترامب انتقاداته اللاذعة لكلينتون التي وصفها بأنها "الشخص الأكثر فسادا الذي ترشح للرئاسة في التاريخ"، وتعهد بحبسها حال فوزه بالانتخابات.
ومع نشر موقع ويكيليكس رسائل إلكترونية مقرصنة من بريد رئيس حملة كلينتون جون بوديستا، من المتوقع أن تواجه المرشحة الديموقراطية عدة أسئلة حول موقفها من التبادل الحر وول ستريت.
وذكرت أوساط كلينتون أنها سترد بالتشديد على أن عمليات القرصنة تحمل بصمات موسكو، وهي تتهم ترامب بالتودد إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.