تباينت ردود فعل أهالي محافظة دمياط إزاء قيام الرئيس عبد الفتاح السيسي بافتتاح توسعات مجمع شركة مصر لإنتاج الأسمدة (موبكو) الأحد، لاسيما وأن المصنع الذي وصفه المواطنون قبل أعوام ب"مصنع الموت"، كان مثارًا للجدل حتى أن الآلاف منهم خرجوا في مظاهرات شعبية عديدة في عام 2008 احتجاجًا على ما اعتبرته القوى السياسية والحزبية قضية فساد، وتنديدًا بأثاره البيئية الضارة، في ظل التقارير العلمية التي حذرت من إقامة المصانع الملوثة للبيئة في مصر. الرئيس يزور المصنع ويفتتح التوسعات الجديدة الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد خلال افتتاح التوسعات أن إجمالي تكلفة احتياجات مصر من النفط والغاز خلال الشهور التسعة الأخيرة بلغت 124 مليار جنيه، وتم طرحها للاستهلاك بعد دعمها بقيمة 88 مليار جنيه، وحصّلت الدولة منها 72 مليار جنيه فقط أي حوالي 58% فقط من قيمتها الفعلية. ونوه الرئيس إلى أن تشغيل محطات الكهرباء يتطلب جهوداً مضنية وتمويلاً باهظاً، حيث يتطلب توصيل الغاز المستورد إلى تلك المحطات تشييد محطات وشبكات وربطه بالشبكة القومية تمهيدا لنقله إلى محطات الكهرباء والمصانع. واستمع الرئيس من السيد وزير البترول إلى جهود مجمع شركة موبكو للمشاركة المجتمعية بقيمة 85 مليون جنيه شملت إنشاء مصنع لتدوير القمامة في فارسكور، وتغطية مصرف السنانية بطول 5 كيلومترات، وإنشاء طريق مزدوج بين دمياط ورأس البر، فضلا عن بعض المساهمات في مجال الرعاية الصحية، كما استمع الرئيس إلى شرح من الدكتور خالد فهمي وزير البيئة عن الأبعاد البيئية للمشروع التي تراعي معالجة كافة أنواع المخلفات الصلبة والسائلة والغازية. ووجه الرئيس رسالة طمأنة لأهالي دمياط، مؤكدا أن الدولة لن تقبل أن يتسبب أي مشروع تنفذه الحكومة أو القطاع الخاص في تعريض حياة المصريين للخطر. "موبكو" و"أجريوم".. والمصنع واحد إلى هذا، يقول محمد مختار، أحد النشطاء المدافعين عن قضايا البيئة بالمحافظة "ما حدث أن المواطنين جميعًا خرجوا عن بكرة أبيهم ضد أجريوم، فقررت الحكومة أخيرًا وبعد ضغط شعبي الاستجابة لهم، بعد مفاوضات وتظاهرات شهد لها العالم رفضًا لمصانع الموت، وجرى توقيع شراكة بين أجريوم وموبكو، ودشنت لجان علمية في محاولة لتوفيق الأوضاع خوفًا على حياة الناس وصحة أولادنا، ولأن الأمر كان يتعلق بقضايا لها بعداً الوطنياً، مثل حصص المياه التي تتحصل عليها الشركة من نهر النيل، وكذلك طرق الصرف وسعر الغاز". وأضاف مختار، "المصنع أثار حفيظة المواطنين وكان محل اتفاق القوى الوطنية السياسية والحزبية ونواب مجلس الشعب حينئذ، لأن الأمر يتعلق بحياة أو موت". وأوضح يوسف المتبولي، من أهالي "السنانية"، أن هناك الكثير من الأسر كانت قد هددت بالاعتصام أمام مبنى المحافظة خوفا علي صحتهم وصحة أولادهم، واحتجاجاً علي التشغيل التجريبي لمصنع "موبكو" والذي ينتج اليوريا والأمونيا والذي يقع داخل المنطقة الحرة بميناء دمياط غرب القناة الملاحية، ويبعد عن منطقة سكنهم مسافة قريبة. ولفت إلى أن الأصوات المرتفعة للآلات والروائح التي تنبعث من المصنع والدخان الكثيف كل هذه الأمور أدت إلى فزع المواطنين وغضبهم وخوفهم على صحتهم وصحة أطفالهم، ولهذا خرج عشرات الآلاف في مظاهرات شعبية للتأكيد على رفض إقامة "أجريوم"، وتابع "هذا حقنا وحق كل مواطن يخشى على صحته ويحافظ على وطنه ويؤمن بالانتماء إليه، تغيرت المسميات وأصبح اسمه موبكو، ولم تنجح الشركة في توفيق الأوضاع وتصحيح الآثار البيئية المترتبة على إقامته، لأن دول العالم كلها تلفظ مثل هذه المصانع ونحن نستقبلها ونرحب بها". بلاغ يتهم المصنع بمخالفة قانون البيئة وإهدار مياه النيل تقدم عدد من المواطنين على مدار الأعوام الأخيرة ببلاغات إلى المحامي العام ضد كل من رئيس مجلس إدارة شركة مصر لإنتاج الأسمدة (موبكو) ومحافظ دمياط ورئيس مجلس الوزراء ووزير البترول بصفتهم. وتضمن البلاغ أنه بالنسبة للمشكو فى حقة الأول، وذلك لمخالفة قانون البيئة ومخالفة قرار وزير البيئة رقم 26 لسنة2011، وذلك بمخالفته في قيامه بسحب مياه من نهر النيل مباشرة بواسطة مواسير لضخ المياه، وذلك لاستخدامها فى عملية التصنيع، وكذا قيامه بإلقاء مخلفات ضارة بالصحة بنهر النيل، وعدم التزامه بقرار اللجنة المشكلة بقرار من وزير البيئة، والتى تنص على أن تلتزم الشركة بتركيب محطة تحلية مياه البحر، وكذا التزام الشركة بإنشاء محطة معالجة لمياه الصرف، وكذلك مخالفة رئيس مجلس إدارة الشركة. وطالب البلاغ بسرعة فتح التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وقال شادي التوارجي، منسق التيار الشعبي بدمياط، إن هذا المصنع يصنف من المشروعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، ويستهلك 4000 متر مكعب مياه شرب نقية كل يوم وبالسعر العادى المدعوم بمجموع يقارب 15 مليون متر مكعب فى السنة وهو ما يكفى لزراعة 2000 فدان. وأضاف أن استهلاك المصنع من الغاز الطبيعى حوالى 2000 وحدة حرارية فى الساعة وتتم محاسبة المصنع على سعر 4.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية وهذا السعر ثابت رغم ارتفاع السعر العالمى لفترة طويلة الى 15 دولار وهو ما أضاع على الدولة ملايين الدولارات. وأشار إلى أن الشركة تعمل بموجب عقد انتفاع طويل الأمد (25 سنة) والذى بموجبه حصلت على امتيازات هائلة وأولها الأرض بسعر بخس، على حساب الشعب المصرى، مؤكدًا على أن النسبة الكبرى من إنتاج السماد يتم تصديره إلى الخارج مقابل نسبة بسيطة يتم تسليمها لوزارة الزراعة لسد بعض احتياجات السوق المحلى. محافظ دمياط: الشركة لم تلتزم بالبرنامج الزمنى لتوفيق أوضاعها وفي منتصف أبريل من العام 2013 قامت اللجنة العلمية المكلفة بدراسة الوضع البيئى لشركات البتروكيماويات، وأكد اللواء محمد فليفل، خلال اجتماعه مع ممثلى شركة موبكو، بحضور المهندس حسن عبد العليم، رئيس مجلس إدارة الشركة، واللواء أبو بكر الحديدى، مدير أمن الإقليم لمناقشة طرق تشغيل توسعات الشركة بمصنعى 1و2، بعد الاطلاع على تقرير اللجنة العلمية المعد فى مارس، أن الشركة لم تلتزم بالبرنامج الزمنى لتنفيذ التوصيات، لكن رئيس الشركة أكد أنه جاري التنفيذ، وأنها تحتاج لوقت زمنى لإنشائها وقرر الحاضرون إرجاء التوسعات فى مصنعى 1،2 لحين الانتهاء من توفيق الأوضاع. موبكو تدافع: أنجزنا 3 ملايين ساعة عمل بدون إصابة مؤثرة شركة "موبكو"، من جانبها أكدت في بيان لها نشرته عبر صفحتها الرسمية التي خصصتها على موقع "فيسبوك"، تحت عنوان "موبكو بالعقل"، أنها تحرص على اقامة كيان اقتصادي آمن وخال من المخاطر باستخدام أحدث التكنولوجيا الآمنة وتطبيق أعلى معايير السلامة لضمان سلامة جميع عامليها المباشرين وغير المباشرين و جميع المتعاملين معها. وتركز الشركة على الاكتشاف المبكر لجميع المخاطر وحصرها والسيطرة عليها في وحداتها الإنتاجية وجميع أعمالها و تلتزم أيضاً موبكو بالتدريب المستمر للعاملين لزيادة الوعي الوقائي لديهم و مشاركتهم بفاعلية في برنامج إكتشاف المخاطر. كما أوضحت أنها نجحت في إنجاز 3 ملايين ساعة عمل بدون إصابة مؤثرة أو مقعدة لأي من العاملين بها أو عمالة المقاولين العاملين بالشركة. أضاف البيان أن الأمونيا أحد منتجات شركة موبكو، هي مركب كيميائي يتكون من النيتروجين (82 %) والهيدروجين (18%)، وتعد المادة الخام الأساسية المستخدمة في عمليات تصنيع جميع أنواع الأسمدة النيتروجينية حيث يستهلك أكثر من 80 % من الإنتاج العالمي للأمونيا في هذا الغرض وتنتج الأمونيا بتحويل الغاز الطبيعي (أحد اهم مصادر الإنتاج) الى هيدروجين خلال تفاعل حفزي ويستخدم البخار والهواء الجوي لإتمام هذه العملية كما يستخدم النيتروجين المتواجد في الهواء الجوي كمصدر طبيعي للنيتروجين اللازم لإنتاج الأمونيا. وتتم عملية إنتاج الأمونيا على عدة مراحل بدءاً من مرحلة إنتاج الهيدروجين مروراً بتنقية خليط الهيدروجين والنيتروجين من الماء وأكاسيد الكربون المصاحبة ثم فصل غاز ثاني أكسيد الكربون إنتهاءً بتحويل خليط الهيدروجين والنيتروجين الى أمونيا من خلال تفاعل حفزي عند ظروف محددة.