مختص يكشف سبب "خناقات الأطفال" المتكررة.. هل طبيعية ولا علاوة خطر؟

كشف الدكتور حازم هلال، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، عن سبب "خناقات الأطفال" المتكررة، خاصةً بين الإخوة، موضحًا كيف يمكن للأم التعامل معها بالطريقة الصحيحة.
وفي منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كتب الطبيب منشور توعوي في هذا الخصوص، وقال على لسان الأمهات: "في لحظات كتير ببص على أولادي وهما بيتخانقوا وأسأل نفسي: فين الحب؟ فين الأخوة اللي كنت بحلم بيها؟ ليه كل يوم صوت عالي، زعل، وغيرة؟!".
قال "هلال" إن خناقات الأطفال الإخوة أمر طبيعي جدًا، ولا يجب القلق منه، ولكن يجب التعامل معه بطريقة صحيح حتى لا يتسبب في التأثير سلبًا على الإخوة مع تقدم السنين.
تمرين على مهارات الحياة
كتب الطبيب قائلًا: "الحقيقة اللي لازم كل أم تعرفها إن الخناق بين الإخوة طبيعي جدًا.. ومش معناه إنهم مش بيحبوا بعض، ولا إنك فشلتي كأم.. بالعكس، الخناق ساعات بيكون تمرين بسيط على مهارات الحياة: الاختلاف، التفاوض، السيطرة على المشاعر، وتحمل الآخر".
وتابع متسائلًا: "طيب امتى أقول إن الخناق صحي ومش مقلق؟". وأجاب على هذا التساؤل بأن الخناق يكون صحيًا في الحالات الآتية:
– لما الخلاف ينتهي بسرعة بدون تدخل كبير منك.
– لما الغضب يبقى بالكلام مش بالضرب أو الإهانة.
– لما بعد الخناق يرجعوا يضحكوا ويلعبوا تاني.
– لما الخلاف يعلمهم يتفاوضوا أو يتكلموا عن احتياجاتهم.
وأشار إلى مثال عملي على ذلك، قائلًا: "ابنك الكبير شد اللعبة من أخوه الأصغر، اتخانقوا، وبعد عشر دقايق كانوا بيبنوا برج مع بعض — ده خناق طبيعي وجزء من علاقتهم".
وأضاف أنه في حالات أخرى يكون الخناق مقلق ويحتاج إلى تدخل الأم أو الأب أو كليهما. وهذه الحالات هي:
– لو الخناق مصاحب له عنف جسدي مؤذي أو شتيمة جارحة جدًا.
– لو واحد دائمًا مسيطر، والتاني دائمًا بيتعرض للظلم.
– ولو الخلافات تزيد يوم عن يوم، ولا يتم حلها إلا بتدخل الأم والأب الدائم.
– ولو العلاقة فيها تباعد واضح ومفيش تصالح حتى بعد الهدوء.
لفت الدكتور حازم هلال إلى أن فرق السن يفرق في هذه الحالات، فالأطفال تحت سن 12 سنة غير بعد 12 سنة.
وأوضح قائلًا: "لو الإخوة تحت سن 12، فالأطفال لسه بيتعلموا إزاي يعبروا بالكلام مش بالأذى. وخناقهم بيكون غريزي وطبيعي أكتر. ودورك كأم هنا هو تدريبهم مش معاقبتهم".
ونوه إلى مثال عملي على ذلك قائلًا: "لو ابنك 8 سنين اتخانق مع أخوه 5 سنين عشان لعبته متجيش عالكبير وتحسسيه إنه لازم يسكت عشان انت كبير. ولا تحملي الصغير البراءة علطول عشان ده لسه صغير.
وقال إن التصرف الصحيح في هذه الحالة أن تتحدث الأم مع الكبير، وتقول:
"أنا شايفة إنك تعبت في بناء لعبتك، ومن حقك تحافظ عليها، بس في حلول أحسن من الزعيق أو الضرب".
وتقول للصغير: "فاهمين إنك كنت عايز تلعب، بس مش من حقك تاخد حاجة مش بتاعتك من غير ما تستأذن".
واستطرد الطبيب قائلًا: "النتيجة: الكبير يحس بالعدل، والصغير يتعلم يحترم الحدود... بدون ظلم أو تمييز".
طريقة التعامل مع خناقات الأطفال الكبار
في حال كانت الخناقات بعد سن 12 سنة، ذكر "هلال" إن الطفل يكون هنا واعي أكتر بتصرفاته وعواقبها. والخناق ليس فقط غيرة، ولكنه أحيانًا يكون تحدي لسلطة البيت أو إثبات شخصية.
قال إن التصرف الصحيح في هذه الحالة يكون كالتالي:
– لا تسمحي بالإهانة أو العنف إطلاقًا.
– خليكي قائدة مش قاضية: اسمعي كل طرف كويس، وساعديهم يحلوا مشاكلهم بالنقاش مش بالتحكم.
ووقت الخناق يكون التصرف كالتالي:
– خدي نفس، واثبتي. أهم حاجة أعصابك تبقى هادية.
– اتكلمي بجملة محايدة مثل: واضح إن في مشكلة، كل واحد هيحكي من غير مقاطعة.
– اسمعي لكل طرف بنفس الدرجة، بدون ميل لحد.
– علقي على السلوك الغلط مش على شخصية الطفل.
– ساعديهم يلاقوا حلول بنفسهم مش تفرضي عليهم حل جاهز.
– لو الخناق متكرر، حطي عقوبة واضحة ومحترمة (زي وقت مستقطع لكل واحد في مكان مختلف).
واختتم الدكتور حازم هلال قائلًا: "الخناق بين الإخوة مش نهاية العالم.. ولا دليل على قلة الحب.. ولا فشل في التربية.. الخناق جزء من علاقتهم اللي بتكبر معاهم.. مهمتنا مش إننا نمنعه، مهمتنا نوجهه ونعلمهم يحترموا بعض وسط الزعل، ويعبروا عن غضبهم بطريقة محترمة، ويحسوا إن البيت مكان آمن حتى وسط الخلافات".
تم نسخ الرابط