تأكيدات أمريكية نقلتها محطة تلفزيون سي.إن.إن، مساء الإثنين، تفيد بمقتل القيادي البارز بتنظيم داعش، عمر الشيشاني، متأثرًا بجروح كان أصيب بها في ضربة جوية أمريكية في سوريا الأسبوع الماضي. وبذلك يكون قد أسدل الستار عن أهم أوجه التنظيم الذي وصّفته وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بأنه وزير الحرب بالتنظيم المتشدد. المرصد السوري لحقوق الانسان، قال الأسبوع الماضي، إن الشيشاني أصيب بجروح بالغة لكنه لم يقتل وجرى نقله إلى قاعدة عمليات التنظيم في الرقة للعلاج، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بهذه الجروح التي ألزمته فراشه دون أن يتنفس بشكل طبيعي، وفقًا للمرصد. أبو عمر الشيشاني، أو طرخان تيمورازوفيتش باتيرشفيلي، مقاتل جورجي شارك في حرب بلاده مع روسيا حول إقليم أبخازيا عام 2008، قبل أن يعتنق الإسلام، ويتجه إلى سوريا عام 2012. مع الوقت أصبح أحد أهم القيادات العسكرية للتنظيم، وأبرز المطلوبين للولايات المتحدة التي اعتبرته "وزير الحرب الفعلي في التنظيم". ولد الشيشاني، عام 1968 في قرية بيركياني من أب مسيحي الديانة وأم مسلمة إحدى القرى الست الواقعة في ممرات وادي بانكيسي شمال شرقي جورجيا التي كانت جزءً من الاتحاد السوفيتي آنذاك. ذاعت شهرة الوادي منذ بداية الحرب الروسية الشيشانية (1994-1996) عندما أصبح ملاذاً للمقاتلين الشيشان وملجأً لأكثر من عشرة آلاف لاجئ، إلى أن تمكنت عام 2004 الحكومة الجورجية الموالية للغرب في ظل حكم الرئيس السابق ميخائيل ساكاشفيلي بمساعدة الولاياتالمتحدة، من طرد المقاتلين الشيشانيين من أراضيها. الشيشاني أدى الخدمة الإلزامية في الجيش الجورجي خلال 2006-2007، قبل أن يلتحق بدايات عام 2008 إلى الجيش الجورجي رقيبا في كتيبة الرماة. وشارك في الحرب الروسية الجورجية حول إقليم أبخازيا، فتدرب على أيدي ضباط من الولاياتالمتحدة ورُقي إلى رتبة رقيب بعد تلك الحرب. قبل أن يلتحق بالتظيم الإرهابي وتولى فيه مناصب عسكرية قيادية. سُجن الشيشاني، بتهمة شراء وتخزين السلاح لفائدة المقاتلين الشيشان بعد أن أصيب بالسل وسُرح من الخدمة العسكرية في بلاده ثم أطلق سراحه بعد أن أمضى 16 شهرا فقط من مدة عقوبته التي قُدرت بثلاث سنوات؛ بسبب تدهور حالته الصحية، فخرج في منتصف عام 2012 من السجن ليجد أن أمه ماتت بالسرطان. "عندما شفي طرخان كان مستعداً للالتحاق مجدداً بالجيش فقد وعدوه بعمل لكنهم لم يفوا مطلقاً بوعدهم، والمدة التي أمضاها في السجن غيرته فاعتنق الإسلام وقبل ذلك لم يكن متديناً. وذات يوم قال لي: هذه البلاد لم تعد في حاجة إلي"- هكذا يقو والده في الفترة التي أعقبت خروجه من السجن. غادر أبو عمر الشيشاني جورجيا عام 2012 متوجها إلى إسطنبول، ومنها دخل لاحقا إلى سوريا، وبمجرد وصول الشيشاني إليها أصبح قائدا لكتيبة من المقاتلين الأجانب سُميت ب"كتيبة المهاجرين". معلنًا مبايعته لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في عام 2013. فيما عينه البغداد لقربه منه، قائدًا لقوات التنظيم شمالي سوريا في محافظات: "حلب والرقة واللاذقية وشمالي إدلب"، قبل أن يصبح قائدًا برتبة "أمير" على شمال سوريا، ومن ثم قائدًا ل"مجلس شورى المجاهدين" في مدينة الرقة عام 2014، حيث اتخذ محافظة حلب مقرًا له. وزارة الخارجية الأميركية قالت إن الشيشاني اشتهر باعتباره "القائد العسكري" لتنظيم داعش في مقطع فيديو نشره التنظيم في 2014، ووصف فيها أمريكا بأنها "عدوة الله وعدوة الإسلام". وفي 24 سبتمبر من نفس العام، أدرجت واشنطن اسم أبو عمر الشيشاني في قائمتها ل"الإرهاب الدولي" وخصصت خمسة ملايين دولار للعثور عليه، وذلك ضمن برنامج "مكافآت من أجل العدالة" الذي يكافئ من يدلي بمعلومات عن "الإرهابيين" أو يساعد في القبض عليهم. قبل أن يُعلن عن وفاته مساء الإثنين، 14 مارس 2016.