تظل بدايات الحرف اليدوية التقليدية في مصر فكرة تشغل الكثير من أبناء الوطن، والتي أصبحت إرث وثروة قومية حقيقية قادرة علي إنعاش الاقتصاد المصري، نتعرف في السطور المقبلة على "نخلة" المؤمن بإحياء التراث الأسيوطي. وجدي نخلة، هو أحد أبناء محافظة أسيوط ووكيل كلية التربية النوعية لشؤون البيئة وخدمة المجتمع بجامعة أسيوط، وأستاذ مساعد بقسم التربية الفنية، كلية التربية النوعية بنفس الجامعة.
أسيوط الحرفية يقول نخلة، اهتم بإحياء الفنون والحرف المصرية الأصيلة والأسيوطية في محاولة جادة للحافظ عليها من الاندثار، وتتميز أسيوط بالعديد من الحرف والصناعات ومنها الكليم والسجاد الأسيوطي المنافس الأقوى للسجاد الطهراني والشرازي، ولا يتبقى منها إلا بسيط جدًا في قرية بني عدي بأسيوط، وهو نوع فقط من ضمن أنواع أخرى من الحرف متواجدة بأسيوط . ويتابع: حرفة التلي من الحرف التي اشتهرت بها أسيوط، من استخدام قماش"التل"، أيضا حرفة "الصدف أو التصديف"، وأحاول إحيائها من خلال عمل بعض المعارض والورش. الأدوات المستخدمة ويضيف نخلة أن ضمن محاولات الحفاظ على التراث عقب منع استخدام العاج المستخرج من سن الفيل على مستوى العالم، اتجه الفنانون إلى استخدام عظام الماشية والجمال، لعمل أشكال فرعونية، وإنتاج أشكال مميزه يتم بيعها في كل الأماكن السياحية بمصر، محاولة لإحياء الحرفة. ويشير إلى أن عظام "الكارع" هي التي يتم استخدامها كبديل لسن الفيل، بعد أن يتم تنظيفه من خلال فرش"ماتور الجلخ"وتطعيمها بالنحاس والذي يعكس جمالها، واستخدام قرون الماشية بعد تنظيفها، وإدخال شكل"رواند"، ويتم عمل أشكال مختلفة مثل"الإنسيال، العقد، الخاتم، فتاحة"، وقد ساعد في تسهيل ذلك استخدام أدوات حديثة في عمل هذه الأشكال، وتكون مرحلة التلميع هي المرحلة الأخيرة والتي يتم فيها استخدام مادة "الجوماته". وأردف نخلة، أسعى أيضا إلى تعليم طلاب المدارس والجامعة، من خلال عمل ورش مخصصة التى بدأت تأتى ثمارها في إعادة إحياء الحرف الفنية مرة أخرى. دعم حكومي يطالب نخلة الدولة بتقديم دعم يليق بتلك الحرف التراثية وتوفير المواد الخام الخاصة بكل حرفة، لاستغلال طاقات الشباب المهدرة وخفض نسبة البطالة بالدولة. وشارك وجدي في العديد من المهرجانات الدولية والمصرية، من خلال عمل معارض له، خاصة بأهم هذه الحرف التي يحاول من خلال ما يقدمه فيها الحفاظ علي وجودها، والترويج لتبنيه هذه الفكرة الخلاقة في مصر، كما أشرف وجدي على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه للعديد من الطلاب في جامعات مصر.