"جمهورية إمبابة"، لم يخطأ الذين أطلقوا ذلك الاسم على تلك المنطقة الشعبية، الكائنة بشمال محافظة الجيزة، لما تضمه من كتلة سكانية مرتفعة، وومشكلات وأزمات عدة. ومؤخرًا، اشتهرت إمبابة بجرائم قتل من نوع غريب، ليست بالمألوفة لمجتعاتنا، والبعيدة كل البعد عن تعاليم الأديان السماوية، والتي سُطرت بحروف من الدم في سجلات محاضر قسم شرطة إمبابة، وهي قتل الزوجة لزوجها، ثم دفنه أو إخفاءه أسفل سرير غرفة النوم. ورغم اختلاف الجناة والضحايا، تظل الخلافات الزوجية هي "كلمة السر" بكافة الجرائم، والتي يتسبب تفاقمها في تعدد المشاحنات والمشاجرات بين الزوجين، وتنتهي بأحدهما "خلف القضبان"، والآخر ب"المقابر". فص ملح وداب تكثف أجهزة الأمن بالجيزة جهودها؛ اليوم السبت، لإلقاء القبض على ربة منزل؛ لاتهامها بالتخلص من زوجها، وإخفاء جثته أسفل السرير بشقتهما بإمبابة. تلقى العقيد إيهاب شلبي، مفتش مباحث شمال الجيزة، إخطارًا بانبعاث رائحة كريهة من إحدى الشقق بمنطقة المنيرة الغربية، وعُثر على جثة صاحب محل، في العقد الرابع من العمر، مخبأة أسفل سرير غرفة النوم، دون أي آثار للطعن أو الذبح بالجسم باستثناء آثار نزيف من الفم والأنف. وبسؤال شقيق المتوفى، أكد أن اختفاء شقيقه وانقطاعه عن الاتصال به، دفعه للحضور لمنزله للاطمئنان عليه، مضيفًا أن أبناء شقيقه، هم من فتحوا له باب الشقة، وأخبروه بمغادرة والدتهم المنزل، وأن والدهم بغرفته، ولا يعلمون عنه شيء ففتح شقيقه الغرفة، ليعثر على جثته أسفل السرير. كلمة السر.. "تحت السرير" في شهر أكتوبر الماضي، شهدت منطقة أرض الجمعية بإمبابة، واقعة مماثلة، عندما تجردت مدرسة من مشاعر الإنسانية، وطعنت زوجها أمام أطفالهما، وقامت بدفن جثته أسفل سرير غرفة النوم، ووضعت كمية من الأسمنت الأبيض على الجثة. وكانت المفارقة، أن "حماة" المجني عليه، اكتشفت الجريمة بالصدفة، عندما اتصلت بابنتها المتهمة عدة مرات على الهاتف، وبعدها اتصلت على زوج ابنتها - الضحية - وأيضًا لم يرد، فذهبت إلى منزل ابنتها للاطمئنان عليها وزوجها. وطرقت باب المنزل، فلم يفتح لها أحد، وسط انبعاث رائحة كريهة من الداخل، فاستعانت ببعض من جيران العقار لفتح الباب، ووجدت جثة الزوج مدفونة أسفل سرير غرفة النوم. وتمكنت أجهزة الأمن من ضبط المتهمة من داخل مسكن إحدى صديقاتها، واعترفت بارتكاب الجريمة، وأن مشاجرة نشبت يوم الواقعة بينها وزوجها، فأشهر عليها سكين فأمسكتها، وسدد له طعنة نافذة بالبطن، أودت بحايته، ثم دفنة جثته أسفل السرير، ووضعب كمية من الأسمنت الأبيض عليها؛ لإخفاء معالم الجريمة. النساء والعصبية أفادت دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية، بأن النساء يزددن عصبية وعنفًا؛ بسبب زيادة هرمون "الثيروكسن"، الذي تفرزه الغدة الدرقية في الدم نتيجة لارتفاع درجات الحرارة. وربطت الدراسة بين ارتفاع حالات الاعتداء الجسدي إلى 70 % وبين حالات حدة المزاج، ما يؤدي إلى المشاجرات الزوجية التي قد تقود للجريمة.