يعيش أهالي عزبة الجبل، التابعة لقرية قلمشاه بمركز إطسا بالفيوم، وسط كارثة، في منطقة نائية ذات طبيعة صحراوية وبيوت متهالكة، لا يتعدى الواحد منها دورين، وغلب عليها أثار رشح المياه المالحة الناتجة عن اختلاط مياه الري بمياه الصرف الزراعي. ويعاني الأهالي من تجاهل المسؤولين لهم بسبب بعد القرية عن المناطق الحيوية بالمركز، وفي جولة ل"ولاد البلد" في عزبة الجبل، رصدنا لكم آراء بعض الأهالي. يقول مرزوق إبراهيم، من أهالي عزبة الجبل، إن مياه المزارع أعلى الجبل ومياه الصرف الصحي أغرقت العزبة وطردت الأهالي، وتقدمنا بعدة شكاوى ولم نجد أية استجابة سوى كلمة "رفعنا شكواكم للمسؤولين"، ولم ينفعنا أحد، حتى أننا أصبحنا نهدم بيوتنا كل عدة سنوات ونقوم ببنائها على أساس أعلى من الأول، وأصبحنا في متاهة كبيرة لا نعرف كيفية الخروج منها، حتى بعد انتهاء انتخابات مجلس النواب لم نر أي من النواب الفائزين ليساعدنا في حل الكارثة الواقعة علينا. ويضيف عبدالحميد سلومة، من أهالي عزبة الجبل، أنه يسكن بالقرية منذ أكثر من 10 سنوات، وقد تعرض منزله المكون من دور واحد للانهيار 3 مرات بسبب مياه الري التي تأتي من المزارع المخالفة أعلى الجبل، وأنهم يعانون من مشكلة التربة الصحراوية التي لا تشرب المياه ولكن تتسرب من مكان لآخر، وأكثر الأماكن انخفاضا في المنطقة هي عزبة الجبل. وتابع سلومة: "كنت أملك عدة أغنام مشاركة مع أشخاص وماتوا في آخر انهيار للمنزل، فهل ما يحدث لنا يرضي المسؤولين؟ منزلي محاصر ببرك من المياه، ولست أنا الوحيد الذي أعاني من المشكلة، فأرجو أن نجد اهتماما من المسؤولين، فنحن تقدمنا بالكثير والكثير من الشكاوى دون أي جديد يذكر". ولفت عمر أبوجليل، من أهالي العزبة، إلى أن الوحدة المحلية بقلمشاه تتجاهل تماما مشكلات عزبة الجبل رغم الشكاوى، فالعزبة تعتبر مقتولة "لا زرعة ولا جلعة"، بحسب تعبيره، والأغراب يزرعون أعلى الجبل بمياه مسروقة من البحر حتى غرقت العزبة في هذه المياه، وكل فترة تنضح مياه الصرف الصحي ونقوم بإصلاحها على حسابنا الشخصي، وحتى شوارعنا لا توجد بها لمبة لإنارة الطريق، لا حكومة تهتم بنا ولا وحدة محلية ترانا، فبيننا وبين قلمشاه 2 كيلو متر فقط ليقوموا بتوصيل الصرف الصحي لنا، ومع ذلك لم يفعل أحد شيئا، وإذا لم يوجد ميزانية تكفي فنحن من الممكن أن نتكفل بها، وتأتي للأسر الفقيرة على فواتير المياه والكهرباء، وأهل البلد ملزمين بدفعها، فأنا منذ ولادتي في العزبة وكل المنشآت المهمة نقوم ببنائها على نفقتنا الشخصية، من مسجد ومدرسة إلى آخره، وأتمنى أن نجد الرعاية الكافية من الهيئات الحكومية المتمثلة في المحليات. وشددت أميمة عبد العليم، من أهالي عزبة الجبل: "بيوتنا تعوم في المياه، وقد بلغنا من العمر أرذله، فهل ينتظر المسؤولين حتى يخرجوننا جثث من أسفل الجدران؟ ومنذ فترة أتت لجنة معاينة مكونة من ثلاثة أشخاص ولكن لم نسمع عنهم أية أخبار بمجرد مغادرتهم، هل ننتظر حدوث سيل آخر مثلما حدث في سنة 92 وانهارت منازلنا وضاعت ماشيتنا". من جانبه، قال إسحاق عبدالهادي، رئيس الوحدة المحلية بقرية قلمشاه، إن الوحدة أرسلت عدة لجان معاينة واكتشفت أن معظم هذه البيوت مخالفة وتعدي على أملاك الدولة، وما يثبت ذلك أن أرض المدرسة حال تعرضها لأية مشكلة نتوجه فورا ونقوم بحلها لأن المدرسة تابعة للدولة ولها أوراق رسمية، ومع ذلك فقد حاولت الوحدة معالجة الموقف، ووجدنا أن البحر أعلى من العزبة وهو ما سبب لنا مشكلة في وجود مصرف أمن. ويقول محمد سليمان، رئيس مجلس مدينة إطسا، إن المجلس لم يتسلم أية شكاوى خاصة بعزبة الجبل، وطالب أهالي العزبة بتفويض شخصين أو ثلاثة، وسيقوم مجلس مدينة إطسا بمعاينة القرية وإدخالها ضمن القرى الأكثر احتياجا، وعليه سنبدأ فورا في العمل على حل مشكلات العزبة.