العثور على جواز سفر روسي وأخر مصري، في أحد مسارح الجريمة ضمن سلسلة الهجمات الإرهابية التي وقعت ليل الجمعة في العاصمة الفرنسية باريس. أصابع الاتهام في الغالب تشير إلى اللاجئين في أوروبا رغم إعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجمات. وقتل ما لا يقل عن 128 شخصا وأصيب 180 بجروح بينهم ثمانين في حال حرجة، في الاعتداءات التي ضربت باريس الجمعة، بعدما شن ثمانية مسلحين على الأقل يرتدون سترات ناسفة اعتداءات على ستة مواقع ليل الجمعة في العاصمة الفرنسية، في أعنف هجمات تشهدها أوروبا منذ الاعتداءات على قطارات مدريد عام 2004. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، فرض حالة الطوارئ القصوى في عموم البلاد وخاصة في صفوف الجيش والأمن، مضيفًا أنه تم منع التجمعات والتظاهرات لمدة أسبوع من الآن. وأضاف الوزير الفرنسي، في مؤتمر صحفي نقلته القنوات الفضائية، أنه سيتم تشديد الرقابة وتعزيز الأمن على الحدود وفي الموانئ البحرية والمطارات، مشيرًا إلى نشر حوالي ألفي جندي إضافي في باريس لتعزيز الأمن. وتابع كازنوف أن "الطرق السريعة تخضع أيضا لرقابة الشرطة حاليا"، موضحا أنه تم "ضبط الحدود وإغلاقها دخل حيز التنفيذ منذ الأمس". كما منعت فرنسا حاملي تأشيرة الدخول الأوربية الموحدة "شنجن" من دخول أراضيها، وسمحت فقط للأوروبيين بالدخول مع التشديد على الحدود والمعابر. وأعلن وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو ألفانو، أن بلاده شددت الإجراءات الأمنية في المطارات والموانئ والطرق عقب هجمات الارهابية التي وقعت، أمس الجمعة، في باريس. وقال الوزير - في تصريحات بعد اجتماع مجلس الأمن القومي- حسبما ذكرت قناة (العربية) الإخبارية اليوم السبت، "أصدرنا بالفعل أوامر بزيادة القيود الحدودية خاصة مع فرنسا، لمنع عمليات انتقال عبر الحدود يمكن أن تضر بالتحقيق الجاري". اللاجئون ضحايا اندلعت النيران في مخيم كاليه للاجئين شمال فرنسا بعد ساعات قليلة من التفجيرات التي ضربت مناطق متفرقة من باريس، ولم تحدد السلطات المحلية بعد السبب الرئيسي للحريق، لكن وسائل الإعلام تشير إلى أنه كان متعمدا وجاء انتقاما للهجمات الانتحارية الإرهابية. ويقطن نحو 6000 لاجئ في هذا المخيم أغلبهم من سوريا وبلدان أخرى شرق أوسطية وأفريقية، ولم تشر التقارير إلى وقوع ضحايا بين اللاجئين. كما أعلنت بولندا أنها لن تستقبل اللاجئين عبر برنامج الاتحاد الأوربي لاستقبال اللاجئين في الدول الأوربية. وهو ما اعتبرته صحيفة الجارديان البريطانية تصريحًا مثيرًا للجدل بعد هجمات باريس، مشيرة إلى أن قرارات المجلس الأوربي الخاصة بإعادة توزيع اللاجئين هي جزء من القانون الأوربي الذي يشمل الدول الأعضاء بشكل عام. وتابعت الصحيفة أنه بعد الأحداث الدامية في باريس يبدو أنه لن يكون هناك إمكانية سياسية لاحترام تلك القرارات، التي تتضمن توزيع 160 ألف لاجئ في اليونان وإيطاليا على الدول الأوربية ال 28. داعش تضرب من جديد ومّل الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند مسؤولية الهجمات التي تعرضت لها العاصمة باريس مساء الجمعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، معلنا الحداد في كافة أنحاء فرنسا لمدة ثلاثة ايام. وقال أولاند في تصريحات صحفية بعد اجتماع عاجل في قصر الاليزيه الأحد إن 127 شخصا قتلوا في الهجمات التي وصفها بأنها "عملا حربيا". وأضاف الرئيس الفرنسي أن هجمات باريس كانت منسقة ومخطط لها من الخارج بمساعدة من خارج فرنسا. من جانبه أصدر تنظيم داعش، بيانا صوتيا تبنى من خلاله الهجمات الإرهابية، وقال البيان الذي حمل اسم " بيان صوتي عن غزوة باريس المباركة على فرنسا الصليبية" ونشره موالون للتنظيم على موقع توتير، إن "في غزوة مباركة يسر الله أسباب التوفيق، انطلقت مجموعة من جند الخلافة المؤمنة عزها الله ونصرها مستهدفين عاصمة العهر والرذيلة وحاملة لواء الصليب في أوروبا باريس....". وأضاف داعش " أن هذه الغزوة أول الغيث وإنذار لمن أراد أن يعتبر.. والله أكبر ولله العزة ولرسوله والمؤمنين.. ولكن المنافقين لا يعلمون". فرنسا طاردة للاجئين فرنسا أعلنت فتح أبوابها أمام 24 ألفًا لاجئ، إلّا أن اللاجئين السوريين والعراقيين لا يرغبون بالتوجه نحو فرنسا، فوفق دراسة نشرتها مجلة "لوبوان" المحلية، تأتي فرنسا في المرتبة الرابعة من حيث عدد اللاجئين ب7 في المئة الموجودين في أوروبا، مقابل 38 في المئة لألمانيا المتاخمة لحدوها. وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن الكثير من المنظمات الحقوقية السياسة انتقدت التي تتبعها فرنسا في مجال اللجوء، فهي لا تمكّن اللاجئ من حق العمل طوال مدة دراسة ملفه التي قد تتجاوز 9 أشهر، كما لا تتيح لثلثي اللاجئين مساكن تقيهم الشوارع، كما أن العامل الجغرافي يلعب دورًا في تقليل عدد اللاجئين بها، بما أن الكثير منهم يأتون عبر دول أوروبا الشرقية التي لا تجمعها بفرنسا أي حدود. ألمانيا تحذر حذر زيجمار جابريل نائب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل من إثارة التحفظات حيال اللاجئين المسلمين في ظل الأحداث الإرهابية التي وقعت مساء أمس الجمعة في العاصمة الفرنسية باريس. وقال زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا اليوم السبت:" ثمة العديد من الناس يبحثون عن الحماية والأمن في أوروبا". وأضاف وزير الاقتصاد الألماني:" لا ينبغي أن ندعهم يعانون من حقيقة أنهم ينحدرون من مناطق انتقل منها الإرهاب في العالم إلينا". وأكد جابريل:" ونحن أيضا سنقف لهم حامين وسنعمل على ألا يعانوا من أن قتلة في فرنسا يهددون الناس وأوروبا باسم دين ما". وتشهد ألمانيا، العديد من حوادث الاعتداء على اللاجئين، من قِبل متطرفين ونازيين، وانتشرت حوادث حرق مجمعات اللاجئين والمساجد.