حملت طهران، الرياض المسؤولية عن فقدان أحد سفرائها البارزين في حادث مشعر منى، مؤكدة أن سفيرها شوهد وهو ينقل حيا عبر سيارة إسعاف إلى المستشفى عقب وقوع الحادث. ونقلت وكالة (تسنيم) الإيرانية عن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي الدكتور علاء الدين بروجردي، قوله "شهود عيان شاهدوا السفير غضنفر ركن أبادي وهو ينقل حياً في سيارة إسعاف إلى المستشفى بعد وقوع كارثة مشعر منى في أول أيام عيد الأضحى". وأضاف "إذا لم تستطع السعودية تأكيد فرضية وفاة ركن أبادي، فإن موضوع اختطافه يصبح فرضية أمنية يجب متابعتها"، مشيراً إلى أن "السعودية يجب أن تتحمل مسؤوليتها". وطالب حكومة المملكة، تحديد مصيره نظراً إلى "موقعه الهام" – بحسب الوكالة. وأعلنت المملكة العربية السعودية، وفاة نحو 769 حاجا بالإضافة إلى 934 جريحا نتيجة التدافع في أحد الشوارع بمشعر منى كان في اتجاههم إلى منطقة رمي الجمرات. بينما قالت وكالة اسوشيتد برس الأمريكية، إن عدد ضحايا تدافع الحجاج في منى خلال الحج الشهر الماضي ارتفع إلى 2121 حاجًا، حسب تعداد جديد أجرته الوكالة. وذكرت تقارير صحفية إيرانية، أن منظمة الحج والزيارة الإيرانية أعلنت ارتفاع عدد الضحايا الإيرانيين في حادث منى كحصيلة نهائية إلى 464 قتيلا . وأفادت وكالة تسنيم، بأن "الدكتور بروجردي أشار إلى عقد اجتماع استثنائي للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية حول فاجعة منى بحضور رئيس منظمة الحج والزيارة سعيد أوحدي ومساعد وزير الخارجية حسن قشقاوي وعرض تقريرا تبين من خلاله أن ركن أبادي تم نقله بسيارة إسعاف سعودية إلى المستشفى خلال كارثة منى" . وقال بروجردي – طبقًا للوكالة - "استنادا للأدلة وشهود العيان فإن ركن أبادي كان حيا عندما نقل بسيارة الإسعاف.. لكن عقب الحادث لا توجد لدينا اية اخبار موثوقة عن وضعه"، لافتاً إلى أن "الحكومة السعودية تتحمل المسؤولية إزاء جميع المفقودين لكن نظرا الى المكانة السياسية لركن أبادي في البلاد وسجله باعتباره سفير إيران السابق لدى لبنان .. فان على حكومة آل سعود أن تتحمل المسؤولية بشكل استثنائي وجاد" . ورفض المسؤول الإيراني فرضية مقتل ركن أبادي، معتبراً أنه "ما دامت الحكومة السعودية عاجزة عن اثبات هذه الفرضية او تسليم جثمان ركن أبادي فستتعزز فرضية خطفه باعتبارها فرضية امنية قابلة للمتابعة". ولم يصدر أي تعليق من جانب المملكة العربية السعودية على الرواية الإيرانية الخاصة بسفيرها السابق لدى لبنان. وكان مساعد رئيس مجلس الشورى السعودي يحيى بن عبدالله الصمعان، قال إن "محاولة النظام الإيراني استغلال (حادث منى) سياسياً، امتداد لسجله التاريخي في إحداث الفوضى في الحج". واعتبر المسؤول السعودي أن "الموقف الإيراني يأتي لتغطية فشلها في التدخل في اليمن ودول أخرى في المنطقة". وقال إن "محاولة النظام الإيراني استغلال حادث منى سياسياً هي امتداد لسجله التاريخي في إيذاء الحجاج، وإحداث الفوضى في الحج، وتعكير الأجواء المقدسة في موسم الحج" - بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس). وشدد على أن المملكة ترفض "التدخل الإيراني في شؤونها الداخلية، لأن هذا يمثل انتهاكاً للقانون الدولي، كما أنها تستهجن تسييس إيران هذا الحادث الأليم، ومتاجرتها بآلام الضحايا، وتسخيرها الحادث لخدمة أهداف سياسية على نحو لا تراعي فيه حرمة الشعائر الدينية".