بعد عقود من السرية والجدل الداخلي في وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. إيه)، تمت إزالة السرية عن 2500 وثيقة وإيجاز رئاسي بين عامي 1961 و1969، التي تكشف عن مراحل حساسة في التاريخ الأمريكي الحديث، من حرب فييتنام إلى الحرب الباردة، وتتابع بأدق التفاصيل حرب العام 1967 والمواجهة الميدانية بين العرب وإسرائيل، بحسب صحيفة الحياة اللندنية. وتشير الوثائق الى أن قاتل الرئيس السابق جون كينيدي التقى مسؤولين سوفييت وكوبيين قبل تنفيذ العملية، وأن كينيدي استحضر قصيدة للماتادور الإسباني دومينجو أورتيجا يوم قتله. وتعتبر الوثائق، المعرّفة ب "النشرات اليومية"، من رموز سلطة الرئيس، وتحفّظ عدد من مديري الوكالة السابقين عن نشرها، إلا أن المدير الحالي جون برينان قال في كلمة ألقاها في تكساس ونقلت على موقع سي. آي. إيه الإلكتروني، إن النشر تم عملاً بمبدأ الشفافية الذي يدعو إليه الرئيس باراك أوباما. وبدأت الوكالة بإعداد هذه المذكرات للرئيس كينيدي بعدما تنبه في بداية ولايته إلى أنه يغفل معلومات مهمة من الاستخبارات، وأكد برينان إن المذكرات طتلخص في بضع صفحات كل المعلومات التي يفترض أن يتم إطلاع الرئيس عليها". وقال برينان إن نشر هذه الوثائق يؤكد أن أعظم ديموقراطية في العالم لا تحتفظ بالأسرار لمجرد السرية، وسنلقي الضوء على عمل حكومتنا أينما يمكننا القيام بذلك من دون المساس بالأمن القومي". وأكدت الوكالة أنها أمضت سنوات تراجع الوثائق للتثبت من أن نشرها لن يضر بأمن البلاد، وعلى رغم ذلك تم حذف بعض المقاطع منها ورفعت السرية عن 80 % منها فقط. ومن بين التفاصيل السرية التي تعرضها الوثائق، إيجاز للرئيس ليندون جونسون بعد ثلاثة أيام على اغتيال كينيدي (22 نوفمبر 1963)، حين أبلغت الوكالة البيت الأبيض أن القاتل لي هارفي أوزوالد سافر الى مكسيكو سيتي وزار السفارتين الكوبية والروسية. وكشف الإيجاز نفسه عن أن أوزوالد الجندي السابق في قوات المارينز الأمريكية انشق عام 1959 وقرر السفر الى الاتحاد السوفياتي وزار السفارتين الكوبية والروسية في 28 سبتمبر 1963. وقالت سي. آي. إيه إنه كان يحاول تنسيق التأشيرات للذهاب الى الاتحاد السوفياتي عبر هافانا، وعاد من المكسيك الى الولاياتالمتحدة في 3 أكتوبر، أي قبل شهر ونصف الشهر على تنفيذه عملية الاغتيال. وتعكس الوثائق أيضاً مداولات البيت الأبيض خلال أزمة الصواريخ الروسية في كوبا، ومراقبة واشنطن من كثب التحرك السوفياتي من بناء جدار برلين، إلى حماية المعسكر الشرقي. كما تشير الوثائق إلى حرب 67 وإلى ما قاله الإسرائيليون الذين بدوا مطمئنين إلى تفوقهم الجوي، و "مبالغات العرب" والجيش المصري بالخسائر الإسرائيلية. كما ظهرت وثيقة واحدة عن ليبيا في 1967 وهجوم عصابة على القنصل الأمريكي في بنغازي وحرق أوراقه.