قالت المملكة العربية السعودية، إنها استقبلت نحو مليوني ونصف مواطن سوري منذ بداية الازمة السورية في 2011، مشيرة إلى أنها عاملتهم ك"مواطنين سعوديين" وليس ك"لاجئين". ونقلت السفارة السعودية لدى القاهرة، عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، قوله إن "المملكة استقبلت منذ اندلاع الأزمة في سوريا، ما يقارب مليونين ونصف مليون مواطن سوري"، مؤكداً "حرص المملكة على عدم التعامل معهم كلاجئين، أو وضعهم في معسكرات لجوء، حفاظاً على كرامتهم وسلامتهم، ومنحتهم حرية الحركة التامة، ومنحت لمن أراد البقاء منهم في المملكة الإقامة النظامية أسوة ببقية المقيمين، بكل ما يترتب عليها من حقوق في الرعاية الصحية المجانية والانخراط في سوق العمل والتعليم" – بحسب قوله. وقال بيان صادر عن السفارة السعودية لدى القاهرة – وصل مصراوي نسخة منه – اليوم الثلاثاء، إن "المصدر صرح بأن قيمة المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة للأشقاء السوريين بلغت نحو 700 مليون دولار، وذلك حسب إحصائيات المؤتمر الدولي الثالث للمانحين، الذي انعقد في دولة الكويت بتاريخ 31 من مارس 2015م لدعم الوضع الإنساني في سوريا، شاملة المساعدات الحكومية، وكذلك الحملة الشعبية التي انطلقت في عام 2012 باسم (الحملة الوطنية لنصرة الأشقاء في سوريا)". وكانت تقارير صحفية، تحدثت عن عدم فتح الدول الخليجية وخاصة السعودية، ابوابها أمام اللاجئين السوريين الفارين من الحرب في بلدانهم، وذلك بعد انتشار صورة الطفل السوري الغريق "إيلان". وفرّ أكثر من 4 ملايين سوري من بلادهم نتيجة الحرب الدائرة بين قوات النظام السوري برئاسة بشار الأسد والمعارضة المسلحة وتنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي السورية. وأدت حركة النزوح من سوريا إلى أزمة في أوروبا التي يتدفق عليها اللاجئون السوريون. وأشار المصدر إلى الأمر الملكي الصادر في عام 2012، والذي اشتمل على قبول الطلبة السوريين الزائرين للمملكة في مدارس التعليم العام، التي احتضنت ما يزيد على 100 ألف طالب سوري على مقاعد الدراسة المجانية – بحسب البيان. وأضاف المصدر أن" المساعدات الإنسانية اشتملت على تقديم المواد الغذائية والصحية والإيوائية والتعليمية، بما في ذلك إقامة عيادات سعودية تخصصية في مخيمات مختلفة للاجئين، أهمها مخيم الزعتري في الأردن، وكذلك تكفلت بحملات مختصة بإيواء عدد كبير من الأسر السورية ذات الحالات الإنسانية في كل من لبنانوسوريا". وكان وزراء الخارجية العرب أشادوا في ختام دورتهم العادية نصف السنوية يوم الأحد في القاهرة "بالإسهامات والجهود التي قامت بها المملكة العربية السعودية في دعم الاشقاء السوريين منذ بداية الأزمة السورية وكذلك بالجهود التي بذلتها الدول العربية ولاتزال، خاصةً حكومات لبنانوالأردن والعراق ومصر والسودان، في تحمل أعباء استضافة ما يفوق الثلاثة ملايين لاجئ سوري على امتداد أكثر من أربع سنوات من عمر الأزمة، رغم محدودية الامكانيات والموارد المتاحة لها". كما أوضح المصدر أن "جهود المملكة لم تقتصر على استقبال واستضافة الأشقاء السوريين بعد مأساتهم الإنسانية في بلدهم، بل شملت أيضا دعم ورعاية الملايين من السوريين اللاجئين إلى الدول المجاورة لوطنهم في كل من الاردنولبنان وغيرها من الدول". واختتم البيان بنقل تصريحات المصدر بأن "المملكة العربية السعودية لم تكن ترغب في الحديث عن جهودها في دعم الأشقاء السوريين في محنتهم الطاحنة، لأنها ومنذ بداية الأزمة تعاملت مع هذا الموضوع من منطلقات دينية وإنسانية بحتة، وليس لغرض التباهي أو الاستعراض الإعلامي، إلا أنها رأت أهمية توضيح هذه الجهود بالحقائق والأرقام رداً على بعض التقارير الإعلامية التي تضمنت اتهامات خاطئة ومضللة عن المملكة". مؤكداً أن "المملكة ستظل دائماً في مقدمة الدول الداعمة للشعب السوري الشقيق، والمتلمسة لمعاناته الإنسانية، وبأنه لا يمكن المزايدة عليها في هذا الشأن، أو التشكيك في مواقفها بأي شكل من الأشكال".