نشر موقع "mbc" تقريرًا إخباريًا عن أوضاع اللاجئين السوريين في أوروبا، ذكرت فيه أن بعض الساسة رفضوا استقبال الدول الأوروبية للمهاجرين من منطلق أن غالبيتهم من المسلمين وأنهم سيحدثون تغييرًا في هوية أوروبا المسيحية. وأضاف التقرير أن سلوفاكيا كمثال، أكدت أنها لن تستقبل سوى المسيحيين من السوريين٬ بينما تحدث الرئيس التشيكي لوسائل إعلام مؤكدًا أنه ينبغي على بلاده ألا تستقبل اللاجئين المسلمين، ونقل التقرير عن صحيفة "فيلت" الألمانية أن سلوفاكيا وجمهورية التشيك وبولونيا وبلغاريا تعتمد معيار كون اللاجئ مسيحيًا لقبول طلبه. كما أورد التقرير أن مسألة ديانة اللاجئين التي أشعلت جدلاً واسعًا بين صفوف السياسيين الذين انقسموا إلى معسكرين٬ فرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان٬ نشر مقالاً في صحيفة " فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ"٬ أشار فيه إلى أن تنامي أعداد اللاجئين المسلمين يهدد الهوية المسيحية للقارة العجوز، ما ردت عليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بقولها: "بما أننا نحتفظ بالقيم المسيحية٬ أعتقد أن من المهم أن تتم حماية كرامة كل شخص في أي مكان يواجه فيه خطرًا". وأوضح التقرير أن النزاع بين السياسيين انتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر فيديو لاستقبال ألمانيين لمجموعة من اللاجئين السوريين بطريقة غاية في اللطف٬ حيث احتدم النقاش بين من شاهدوا الفيديو وجاءت بعض التعليقات على درجة عالية من العداء للاجئين المسلمين مثل:"الدول الأوروبية في طريقها للتحّول إلى بلدان مسلمة٬ والقادم أعظم... استعدوا لاستقبال داعش في القارة العجوز"٬ "نخاف من تزايد مطالب هؤلاء اللاجئين٬ فحاليًا هم يريدون مأوى فقط٬ ولكن من يعرف كيف ستسير الأمور في المستقبل٬ فقد يرتفع سقف مطالبهم إلى المدارس غير المختلطة٬ وبناء المساجد في كل مكان٬ وإغلاق المطاعم التي لا تبيع اللحم الحلال"٬ "لا تطلبوا منا أن نكون ملائكة فهؤلاء اللاجئين المسلمين ينظرون إلينا ككفار مصيرنا نار جهنم". ولم يكد يمر بعض الوقت على تلك الحادثة حتى نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريرًا عن لجوء الكنائس في ألمانيا إلى التنصير كأسلوب لجذب اللاجئين إلى هذا البلد الذي يصل فيه تعداد المسلمين 4,3 مليون شخص، بحسب دراسة صادرة عن مكتب الاندماج الاتحادي الألماني. وأشار تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن مئات من الإيرانيين والأفغان من طالبي اللجوء غّيروا دينهم في كنيسية الثالوث الإنجيلية في برلين٬ حيث يزعم هؤلاء أن قرارهم جاء بناءً على قناعة راسخًة٬ إلا أن مثل هذا التحّول في الدين سيعّزز من فرصهم في الحصول على لجوء من منطلق أن عودتهم إلى أوطانهم سيعرضهم للاضطهاد الديني. ونقلت الصحيفة عن القس غوتفريد مارتينز قوله إن كثيرين اقتنعوا برسالة المسيحية وقد غيرت حياتهم٬ وإن نسبة 10 بالمئة فقط من الذين بدلوا دينهم لم يعودوا إلى الكنيسية بعد التعميد. ولا يكشف المتحولون إلى المسيحية عن أن سبب قيامهم بذلك هو الطمع بالحصول على اللجوء لأن ذلك سيجعل السلطات ترّحلهم حتى ولو كانوا مسيحيين. وبينما تواجه الكنائس في ألمانيا صعوبًة في استقطاب المؤمنين٬ فقد استطاع مارتينيز أن يزيد من رعيته من 150 شخص قبل عامين إلى 600 مع تدفق اللاجئين٬ وبات القس معروفًا لدى اللاجئين أنه المفتاح السري الذي يقود إلى فتح باب اللجوء خلال فترة زمنية لا تزيد عن ثلاثة شهور في حال اعتنقوا المسيحية. وطبقًا للتقرير فإن كنائس أخرى منتشرة في ألمانيا شهدت زيادةً في أعداد الإيرانيين والأفغان الذين دخلوا المسيحية٬ ولكن لا توجد أرقام دقيقة عن أعداد المسلمين الذين تحولوا إلى المسيحية في ألمانيا. ووفق التقرير، حاولت أنجيلا ميركل تطمين المسلمين أن احتضان الألمان لللاجئين ليس من أجل التنصير٬ بقولها إن الإسلام ينتمي إلى ألمانيا أيضًا. كلام ميركل يرى فيه كثيرون محاولةً لإخفاء قلق دول القارة من تزايد أعداد المسلمين في أوروبا٬ فبحسب دراسة صادرة عن مركز الأبحاث البريطاني "بو"٬ ستتخطى نسبة المسلمين سنة 2050 في أووربا ال10 بالمئة من إجمالي السكان٬ وستتفوق على نسبة المسيحيين في سنة 2070. وتثار فرضيات كثيرة تفّسر المزاعم الحقيقية CIA من التركيبة السكانية في دول ذات ثقل مهم في القارة مثل ألمانيا التي تمثل نسبة المسلمين فيها حالياً 3,7 بالمئة بحسب أرقام وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية لألمانيا وراء قرارها باحتضانها للاجئين٬ فإلى جانب النظرية الدينية والتنصير٬ يرى كثيرون بأن هؤلاء اللاجئين لن يتحّولوا إلى عبء يثقل كاهل الألمان٬ بل على العكس فهم سيدعمون اقتصاد البلد.